خذني إليكَ
طال المغيبُ ، متى تعود إليَّا ؟؟؟
لتقولَ للشوقِ المُعَذَّبِ هيَّا
طال المغيبُ ولم أذقْ طعمَ الهَنا
وبريقُ عينكَ لاحَ في عيْنَيَّا
كم كان بُعْدُكَ قاتلي ومُعَذِّبي
كالنار تُوقَدُ بكرةً وعشيا
أغفو بذاكرة الغياب وترتمي
أحلامنا الحُبلى على قدميّا
لولا وفاءُ بقيةٍ في داخلي
لأضعتُ عمري شارداً وشقيّا
وكتبتُ فيكَ من القصائد علَّها
تلقاكَ في وجه السماء وَلِيّا
أو علَّها تُنْبِيكَ كيف تركتني
وتركتَ خيطاً حاكَ في شفتيّا
وتركتَ ألْسِنَةَ الكلام على فمي
خرساءَ تبكي حائراً منسيّا
وسرقتَ أحلامي وكنتَ أنيسها
والآن تقتل حُلْمَها الورديَّا
عَلَّقْتُ ساعاتَ الحياة بعالمي
فلعلّه يوماً يعود شجيَّا
لكنه خان العهود جميعها
واختار بُعداً مارقاً وغبيّا
أنا فيكَ ، منكَ إليكَ يا كلَّ المُنى
أنا صوتكَ المسجونُ في أُذُنَيَّا
أطلق سراحَ الأمنياتِ بداخلي
واسكب إناءَ الصبرِ منكَ عَلَيَّا
ما كان حبُّكَ مُهلكي ومُعذِّبي
بل كان حباً طاهراً ونقيّا
أو كان محبوساً بداخل قُمْقُم ٍ
بل كان نوراً واضحاً وجليّا
أو كان يُشْبِهُ غَيرَهُ في عطره
بل كان منبتُهُ هُنَا ورديّا
أو كان مجهولاً تساقطَ عنوةً
لكنه ملأ الوجود سَميّا
أو كان كالطفلِ الصغيرِ هشاشةً
بل كان حباً قاهراً وعتيّا
ما كان......عدِّدْ ما تشاء ولا تخف
فلقد تقاسمنا الغرام سويّا
والآن تلتحفُ الهروبَ وتمتطي
ظهر الغياب ، تضيعُ مِن عينيّا
خذني إليكَ فقد تثاقلَ كاهلي
وشهيقُ أنفاسي جفا رئتيّا
خذني إليك ولا تعاقر مهجتي
حتى يكون القلبُ منكَ رضيِّا
خذني إليك ففي الفؤاد مرارةٌ
ستزول إن رجع الحبيبُ إليّا
أشتاق أن تسري حُرُوفُكَ من فمي
فتصير أزهاراً على شفتيّا
فأنا المحبُّ العاشقُ الوَلِهُ الذي
سأظلُ عمري عاشقاً ووفيّا
سيهونُ ما تلقاه في بحر الهوا
ستكون من بعد الشقاءِ رضيَّا
إنَّ الذي جعل الغرام وساقه
لهو الذي أعلاه فيكَ وفيَّا
أدعوكَ يا رباه فارحم مهجتي
وأعد حبيبا لم يكن منسيّا