|
القَلْبُ مِنْ هَوْلِ المُصِيبَةِ دَمْدَمَا |
وَالخَطْبُ أَنْسَانِي الكَلامَ المُحْكَمَا |
وَالغَرْبُ أَرْجَفَ فَارْتَجَفْتُ مِنَ الأَذَى |
شَمَمَ العَزِيزِ مِنَ الخَنَا أَنْ يَلْطِمَا |
غُصَّ البَيَانُ مِنَ الذُّهُولِ يَؤُزُّنِي |
غَضَبًا فَلَمْ أَفْتَحْ بِقَافِيَةٍ فَمَا |
لا الشِّعْرُ يَمْتَشِقُ التَّأَسُّفَ فِي دَمِي |
سَيْفًا وَلا الأجْفَانُ تُطْفِئُ مُضْرَمَا |
بَأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا عَلَمَ الهُدَى |
وَفِدَاكَ رُوحِي يِا مُحَمَّدُ وَالدِّمَا |
يَا رَاحَةَ الأَكْوَانِ مِنْ هَرَجِ الدُّجَى |
يَا وَاحَةَ الأَزْمَانِ فِي أَمَجِ الظَّمَا |
وَابْنَ الأَكَارِمِ خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الثَّرَى |
وَأَجَلَّ مَنْ بَرَأَ الإِلَهُ وَأَعْظَمَا |
الصَّادِقُ البَرُّ الأَمِينُ عَلامَةً |
النَّاطِقُ النُّورَ المُبِينَ تَعَلُّمَا |
هُوَ سَيِّدٌ إِنْ هَمَّ فِي أَمْرِ العُلا |
أَمْضَى وَإِنْ سُئِلَ العَطِيَّةَ أَنْعَمَا |
يَكْفِي اللِئَامَ سَمَاحَةً مِنْ فَضْلِهِ |
وَيَبُزُّ بالجُودِ الكِرَامَ إِذَا هَمَا |
ذِكْرَاهُ لِلنَّفْسِ السَّوِيَّةِ بَهْجَةٌ |
وَمَقَامُهُ فِي الأَرْضِ أَرْفَعُ وَالسَّمَا |
يَا مَنْ هَدَيْتَ العَالَمِينَ لِرَبِّهِمْ |
وَأَقَمْتَ فِيهِمْ لِلطَّهَارَةِ مَعْلَمَا |
أَرْسَيْتَ لِلإِنْسَانِ أَعْظَمَ دَوْلَةٍ |
أَرْبَتْ لأَهْلِ الفَضْلِ فِيهَا الأَسْهُمَا |
وَجَمَعْتَ بِاللِينِ القُلُوبَ عَلَى التُّقَى |
وَجَعَلْتَ إِفْشَاءَ السَّلامِ مُقَدَّمَا |
وَكَتَبْتَ فِي سِفْرِ الأَنَامِ حَضَارَةً |
وَأَنَرْتَ دَهْرًا كَانَ قَبْلَكَ مُظْلِمَا |
أَعْلاكَ رَبُّكَ خِلْقَةً وَلَكَ اصْطَفَى |
وَرَعَاكَ بِالخُلُقِ العَظِيمِ وَأَكْرَمَا |
وَكَفَاكَ شَرَّ المُغْرِضِينَ سَفَاهَةً |
المُرْجِفِينَ تَخَاتُلاً وَتَهَكُّمَا |
وَعَلَوْتَ فِي كُلِّ القُلُوبِ مَحَبَّةً |
وَاللهُ قَدْ صَلَّى عَلَيْكَ وَسَلَّمَا |
مَاذَا أَقُولُ وَقَدْ تَجَرَّأَ فَاجِرٌ |
ظَنَّ انْبِلاجَ الشَّمْسِ لَيْلاً مُعْتِمَا |
نَطَقَتْ بِمَكْنُونِ الصُّدُورِ رُسَومُهُ |
وَأَعَانَهُ السُّفَهَاءُ فِيمَا أَجْرَمَا |
يَرْمِي بِهِ عِرْضَ النَّبِيِّ بِحِقْدِهِ |
لَكِنَّ سَهْمَ الحِقْدِ يَصْرَعُ مَنْ رَمَى |
هُمْ لَمْ يَرَوكَ وَلَمْ يَعُوكَ وَإِنَّمَا |
خَيْرٌ لِعَينٍ لا تَرَى النُّورَ العَمَى |
نَبَحَتْ كِلابُ الغَرْبِ تُخْرِجُ ضِغْنَهَا |
هَيْهَاتَ ، لا تُؤْذِى الكِلابُ الضَّيْغَمَا |
حُرِيَّةُ التَّعْبِيرِ؟! يَا أُكْذُوبَةً |
جَعَلُوكِ لِلحُجَجِ الدَّنِيئَةِ سُلَّمَا |
بِكِ تُسْتَبَاحُ كَرَامَةُ الإِنْسَانِ فِي |
شَرْعِ الذِي فِي غِيِّ شَهْوَتِهِ ارْتَمَى |
نَسَبُوا إِلَى الإِرْهَابِ أَكْرَمَ أُمَّةٍ |
وَيَدَاهُمُ مِنْ قَتْلِنَا سَالَتْ دَمَا |
وَدَعَوا إِلَى سِلْمِ الشُّعُوبِ وَبَأْسُهُمْ |
سَاقَ الحُرُوبَ إِلَى البِّلادِ وَهَدَّمَا |
وَجَزِيرَةٌ سَقَتِ الجَهَالَةُ شَعْبَهَا |
بِجَرِيرَةٍ سَيَعُودُ عَنْهَا مُرْغَمَا |
وَسَأَلْتُ: مَا الدَّنِمَرْكُ مَا النُّرْوِيْجُ مَا |
أَرْضُ الفِرِنْجَةِ مَا الكَرَامَةُ مَا الحِمَى |
فَأَجَابَ مِلْيَارٌ: سَيَعْلَمُ أَهْلُهَا |
بِنَفِيرِ شَعْبٍ كَالخِضَمِّ عَرَمْرَمَا |
هُمْ أَسْرَفُوا وَتَفَاخَرُوا بِخَطِيئَةٍ |
فَتَحَتْ عَلَيهِمْ بِالغُرُورِ جَهَنَّمَا |
إِنَّا لَقَومٌ نَقْتَدِي بِمُحَمَّدٍ |
رَبِّ الفَضَائِلِ لا أَبَرَّ وَأَرْحَمَا |
وَإِذَا أَصَابَ شِرَاكَ نَعْلَيْهِ الأَذَى |
بَاتَ الرُّقَادُ عَلَى الجُفُونِ مُحَرَّمَا |
يَا أُمَّةَ الإِسْلامِ قُومُوا بِالتِي |
تَدَعُ العَدُوَّ لِجَهْلِهِ مُتَنَدِّمَا |
لا الاعْتِذَارُ يَفِي كَرَامَةَ أُمَّةٍ |
غُرْمًا ، وَلا حَرَجِ التَّأَسُّفِ مَغْنَمَا |
يَا كُلَّ مَنْ تَبِعَ الرَّسُولَ وَهَدْيَهُ |
يَا كُلَّ قَلْبٍ لِلحَبِيبِ قَدِ انْتَمَى |
جَرِّدْ حُسَامَكَ لا لِسَانَكَ فِي الوَغَى |
وَاكْلِمْ عَدُّوَكَ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَا |
فَالحُرُّ يُسْرِعُ فِي الخُطُوبِ مُبَادِرًا |
لا كُلَّمَا سَطَتِ الخُطُوبُ تَأَلَّمَا |
إِلا انْتَصَرْتَ وَذُدْتَ عَنْ دِينِ الهُدَى |
فَأَقِمْ لِعِزِّكَ بِالمَهَانَةِ مَأْتَمَا |
لا مِثْلُ حَدِّ السِّيْفِ أَقْنَعُ مَنْطِقًا |
فِي النَائِبَاتِ وَلا الصَّلِيلِ تَرَنُّمَا |
إِنْ يَرْشُدُوا حَقَنُوا الدِّمَاءَ وَإِنْ بَغَوا |
ذَاقُوا وَبَالَ الأَمْرِ مُرًّا عَلْقَمَا |
هِيَ سَاعَةٌ لِلمَكْرُمَاتِ فَفُزْ بِهَا |
وَاللهُ يَجْعَلُ لِلمَكَارِمِ مَوْسِمَا |