دعا الشاعر عبدالله أبو رواحة شعراءنا الكرام للسجال على التشطير:
شعراءَنا الأكارم سلام الله عليكم ، وبعد :
فإننا نُطِلُّ عليكم هذه المرة بفن من فنون البلاغة الرائعة ألا وهو فن التشطير .
وتقريبه كما يلي :
تَشْطِيرُ الشَّاعِرِ : أنْ يُضِيفَ إِلَى كُلِّ شَطْرٍ مِنْهُ شَطْرًا يَكُونُ مِنْ نَظْمٍ آخَرَ
والمطلوب : تشطير بيتَي الشّاعر محمود الورّاق :
*******
"إِلَهي لَكَ الحَمدُ الَّذي أَنتَ أَهلُهُ"
"عَلى نِعَمٍ ما كُنتُ قَطُّ لَها أَهلا"
"مَتى اِزدَدتُ تَقصيراً تَزِدني تَفَضُّلاً"
"كَأَنِّيَ بِالتَقصيرِ أَستَوجِبُ الفَضلا"
*******
فأرونا من أُسالة يَراعاتكم ما يزداد به
هذا النص رقة وجمالا .
ملاحظة : وتوضيح التشطير بأوسع
مما سبق ، والتعريف بالشاعر كل ذلك
تجده في أول تعليق أدناه
*******
[COLOR=var(--primary-text)]بدالله أبو رواحة الموري
[/COLOR]
[COLOR=var(--blue-link)]كاتب المنشور
[COLOR=var(--primary-text)]+1[/COLOR]
[/COLOR]
[COLOR=var(--primary-text)]والمقصود بـ (التشطير) أن يعمد الشاعر إلى أبيات مشهورة لغيره , فيقسم أبياتها
إلى شطرين يضيف إلى كل منهما شطرا من عنده , مراعيا تناسب اللفظ والمعنى بين الأصل والفرع ..
ويشترط في التشطير ألا يكون في تركيبه كلفة ولا حشو , بل أن يزيد الأصل جلاء ومعنى لطيفا .
@@@@
تعريف بالشاعر الوراق :
محمود بن الحسن، (وقيل: ابن الحسين)، أبو الحسن، الورّاق، النَّخّاس، البغدادي.
أحد الشعراء الموالي في العصر العباسي الأول. يقال: إنه كان مولى بني زُهرة، ولم تذكر المصادر شيئاً آخر عن نسبه. أما لقبه (الوراق)، فهو من الوراقة؛ أي نسخ الكتب والاتّجار بذلك، و(النخّاس): لأنه كان يبيع الرقيق من الجواري والغلمان، ولعل هذه المهنة قد درّت عليه بعض المال في بداية حياته، وحملته على شيء من اللهو والعبث ومقارعة الخمر، ومما قاله في هذه المرحلة من حياته:
اصطبحْ كأسَ شرابٍ
واغتبقْ كأسَ تصابِ
واجعلِ الأيامَ قَسْمـاً
بيـن عَتْب وعتـاب
ووصـالٍ واهتجـارٍ
وبِعـاد واقتــراب
وقنـوعٍ مـن حبيب
بالمواعيـد الكـِذاب
إلا أن ذلك لم يدم طويلاً، وصلُح حاله، واستقامت حياته، «وسلك درب الزهادة والتقوى، فعُرف بالفضل والنبل والتقوى والصلاح، ووقف شعره كله على الحكمة والموعظة والكلمة الخيّرة النظيفة».
ليس بين أيدينا ما يشير إلى زمن ولادته، إلا أن شعره يشير إلى أنه تجاوز السبعين وقارب الثمانين، فهو يقول:
وما صاحبُ السبعين والعشرِ بعدها
بأقربَ ممن حنّكته القوابلُ
ولكـنّ آمالاً يؤملُّهـا الفتـــى
وفيهنّ للراجين حقٌّ وباطل
وتشير المصادر إلى جاريتين مشهورتين من جواريه وهما: (نَشوى) التي كانت أثيرة عنده، وعرض عليه أن يبيعها فأبى، وماتت في حياته فرثاها، ومن رثائه لها:
لعمري لئن غالَ صرفُ الزما
ن نشوى لقد غال نفساً حبيبـه
ولكـنّ علمـي بمـا في الثواب عند المصيبة يُنسي المصيبه
وجاريته الثانية اسمها (سَكَن)، وكانت «من أحسن خلق الله وجهاً، وأكثرهم أدباً، وأطيبهم غناء، وكانت تقول الشعر فتأتي بالمعاني الجياد، ...
يعدُّ محمود الوراق من شعراء الزهد والحكمة في العصر العباسي الأول، وشعره كثير كما قال ابن المعتز، وهو «شاعر مجوِّد سائر النظمِ في المواعظ»، ويُعرَف «بأنه شاعر الموعظة والحكمة والزهد، وهو شاعر متميز في هذا الفن»، ومعظم شعره من هذا الباب، إلا بعض النصوص التي قالها في بداية حياته، وقد تناول في شعره بعض العيوب الاجتماعية، وذكر الشيب والشباب، إضافة إلى الحكمة والزهد.
ومن شعره في طلب الرزق:
أتطلب رزقَ الله مـن عنـد غيـره
وتصبحُ من خوف العواقب آمنا
وترضى بصرّافٍ وإن كنت مشركا
ضميناً ولا ترضى بربك ضامنا
كأنك لـم تقنـع بمـا فـي كتابـه
فأصبحت مدخولَ اليقين مباينـا
وفي الحكمة:
إن العيون على القلوب شواهد
فبَغيضُها لك بَيّنٌ وحبيبُها
وإذا تلاحظتِ العيونُ تفاوضت
وتحدّثت عما تُجِنُّ قلوبُها
يَنطِقنَ والأفواه صامتـة فمـا
يخفى عليك بريُّها ومُريبُها
وفي الزهد:
هي الدنيا وزُخرُفهـا
ولكنْ ما مصائرُهـا
لئن غرّتْ منابرُهـا
فقد وعظتْ مقابرُهـا
وإن غشّت مواردُها
فقد نصحت مصادرُها
ومما قاله في الشيب:
إذا ما الشيبُ جار على الشباب
فعاجله وغالطْ في الحساب
وقل لا مرحباً بك من نزيـل
وعذّبــه بأنـواع العذاب
بنتـفٍ أو بقصٍّ كـلَّ يـومٍ وأحياناً بمكـروه الخضـاب
ولمحمود الوراق ديوان شعر جُمع مؤخّراً مرتين، الأولى قام بها عدنان راغب العبيدي في العراق عام 1969، والثانية وليد قصّاب في الإمارات.
منقول بتصرف
[/COLOR]