إن شئــت يا قيس ليلى فاقـرهـا غزلي
و اعطوا الضليل إذا شاء الهدى جملـي
لـو جـئـت فـي آخــر الأزمــان بعدهـم
فأعـظــم الـخـلــق قــدرا آخــر الرسل
لـلـجــاهـلـيـة فــي الـوجــدان مـنـزلـة
و مـنـزلـي بـيـنـهـم فـوق الجبال علـي
و الـشعـر يـعـرف ما أعـني و يأمـنـني
عـلـيـه مـا جـاءه الــنُـقّـاد مـن قِـبَلـي
مـن ذا تــهـاجـيـن يـا حـسناء إن لــنـا
عـرشا علـى الشعر يـا حـسناء كالجبل
و تــحــتـه الــجــن والخـدام تحـرسه
حمـامة السجـع مـهما طرت لن تصلي
يـهـابه الـصـقـر و الـعـقــبــان تـرهـبـه
و جـئـت تغـزين باب الحصن بالحجل
ذكـرت مـن قــد أتـت فـي ثـأر والدها
عـادت إلـى أهـلـهـا بالـخـزي و الحبـل
عـدي إلى الرشد يا خـرقاء وارتجـعي
لا تــنـظــري للـــورا كــلا و لا تــســلي
يا عـصر حطيت قدر الشعر في زمني
أعـطـيـت أنـثـاه مـا قـد كـان لـلـرجـل
كــرهـتــه مـن شـغـاف الـقلـب آن لـنـا
يا نفس أن نـسـتـريـح الـيوم فاعتزلي
و الـحمـد لـلـّٰـه لــم أعــص الإلــٰـه بــه
لـم أقـتـرف فيه ما يدعو إلى الخجـلِ
نـافـحـت عن دين ربي أمـتي وطـنـي
و لـم أسل في سبيل الحق عن وجلي
حـتــى الــغــرام إذا أغـرمـت أدخـلـه
بـحـر الـعـفـاف ولا أخـشـى من البلـل
و الـيـوم أخفـقـت الأخلاق و انفـلتت
لبست ما يلبس الـفـرعـون مـن حـلـل
طغيت جدا على الحسناء من غضبي
أسـتـغـفـر الله من غـيي و مـن زلـلـي
بلوتني باقـتـراف الشعـر من صغـري
فـخذه منـي ودع قـلبـي يـنـام خـلـي
شهريار