|
هَا قَدْ أَتَيْتَ مُكَلَّلاً بِوِثَاقِنَا |
رَغْمَ ارْتِجَافِ الوَرْدِ فِي أَوْرَاقِنَا |
نَوْمُ الرَّبِيِعِ عَلَى سَرَائِرِ غَيْمَةٍ |
لا بُدَّ أَنْ يُنْدِي خَرِيِفَ فِرَاقِنَا |
مِنْ ِقَطْرَةٍ فِي قَطْرَةٍ ظَمْآنَةٍ |
تَحْيَا جَدَاوِلُ رَوْضَةٍ بِمَذَاقِنَا |
أَكْرِمْ بِرَيَّانِ الْهَطُولِ لِنَجْتَنِي |
ثَمَرَ الرَّحِيِقِ مُسَيَّحاً بِعِنَاقِنَا |
وَانْعِشْ بِغَيْمَةِ جَنَّتِي مَطَرَ الرِّوى |
كَيْ مَا نبَلِّل قُبْلَةَ اسْتِحْقَاقِنَا |
الْوَرْدُ لا يُهْدِي الْهَتُونَ بِمَوْتِهِ |
وَعُصَارَةُ الأَغْصَانِ فِي تِرْيَاقِنَا |
فَالْمَوتُ مَاتَ بِعَالَمِي يَا سَيِّدِي |
بَعْدَ انْتِعَاشِ الرُّوحِ فِي أَشْوَاقِنَا |
لَمَّا فَتَحْتُ لِخَافِقِي قَبْرَ الدُّجَى |
أَغْلَقْتُ شَمْسَ النَّبْضِ خَلْفَ مُحَاقِنَا |
لَكِنَّ مِفْتَاحَ الْحَيَاةِ مُذَهَّبٌ |
بِأَشِعَّةِ الأَحْلاَمِ فِي إِشْرَاقِنَا |
وَأَتَيْتَ يَحْمِلُكَ الشُّعَاعُ لِغُرْفَتِي |
لِنَشِفَّ نُورَ الطَّيْفِ فِي أَحْدَاقِنَا |
وَبِمَركَبِ اللَّأْلاءِ أَبْحَرْنَا الرُّؤَى |
مَلاَّحُنَا الْحِرْمَانُ فِي أَعْمَاقِنَا |
فَاغْرِفْ مِنَ الأَحْزَانِ مِلْءَ شِبَاكِنَا |
وَارْمِ الْجَوَاهِرَ فِي عُيُونِ بُرَاقِنَا |
اللهُ أَكْبَرُ..هَل رَأَيْتَ مَجَرَّةً |
كَمَجَرَّةِ الطُّوفَانِ فِي أَرْوَاقِنَا ؟!! |
نَجْمَيْنِ طُفْنَا يَا سَلِيِلَ مُلاءَتِي |
فَاقْشَعْ سَمَاءَ الأَشْهَبَيْنِ بِطَاقِنَا |
وَانْثُرْ بِأَهْدَابِ الثُّرَيَّا رِعْشَةً |
لِتُهَيِّجَ النَّجْمَاتِ فِي رَقْرَاقِنَا |
وَامْسَحْ ظِلاَلَ الأَزْهَرَيْنِ بِدَمْعَةٍ |
تَحْبُو بِهَا الأَوْقَاتُ فِي إِغْدَاقِنَا |
إِنْ طَافَتِ الأَيَّامُ دُونَ مَلاَمِحٍ |
فَمَلاَحِمُ التَّارِيِخِ طَيَّ طِبَاقِنَا |
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ فَتَحْتَ رِوَايَتِي |
أَن تَقْرَأَ الْعِنْوَانَ قَبْلَ نَفَاقِنَا |
أَرْجُوكَ يَا مَنْ قَدْ أَفَقْتَ صَبَابَتِي |
أَنْ تَخْمِدَ الأَشْوَاقَ بِاسْتِنْطَاقِنَا |
النَّاطِقُونَ أَنَا وَأَنْتَ فَأَيْنَنَا ؟ |
لِنُبَشِّرَ الْقِرْطَاسَ بِاسْتِطْرَاقِنَا |
وَلْتَرْحَلِ الزَّفَرَاتُ مِنْ شَهْقَاتِنَا |
إِمَّا ارْتَشَفْنَا الشَّهْدَ بِاسْتِنْشَاقِنَا |
هُوَ ذَا الدَّلِيِلُ لِبُلْبُلَيْنَا فِي الْهَوَى |
لَحْنٌ يُرَفْرِفُ فَوْقَ غُصْنِ رُقَاقِنَا |
غَرِّدْ لِيَنْتَفِشَ الْقَرِيِضُ بِرَوْضِنَا |
وَيَمُدَّ طَاوُوُسَ الْحُرُوفِ بِسَاقِنَا |
غَرِّدْ لِتَرْكَعَ فِي الْجَنَائِنِ وَرْدَتِي |
لَمَّا تُصَلِّي فِي رُبُوعِ نِيَاقِنَا |
غَرِّدْ لِيُبْحِرَ فِي الْمَدَى رَجْعُ الصَّدَى |
وَيَعُودَ غَوْصاً فِي خِبَابِ سِبَاقِنَا |
لَوْ كَانَ مِحْرَابُ الشُّعُورِ مُطَوَّقاً |
مَا اسْتَنْفَرَ الإِيِمَانُ فِي آفَاقِنَا |
الْعَهْدُ مَخْتُومٌ بِشَمْعٍ أَحْمَرٍ |
وَالْمِشْرَطُ الْفَتَّاحُ عِرْقُ سِيَاقِنَا |
فَهُنَاكَ تَخْلِيِدُ الْمَشَاعِرِ يَرْتَقِي |
وَيَدُومُ رَغْداً فِي حِمَى عِمْلاقِنَا |
لَمَّا يُدَغْدِغ جِنْحَ رْوحَيْنَا الْوَفَا |
سَنَعِيِشُ بَعْدَ الْمَوتِ مِلْءَ وِفَاقِنَا |
لِنُشَرِّعَ الْبَابَ الْمُرَتَّجَ بِالدُّنَى |
وَيَظَلَّ مِفْتَاحُ الْحَيَاةِ بِنَاقِنَا |