**متغيرون كلّ حين
..متغيرون كلّ حين :نميل إلى شرف أنفسنا حينا ونعود إلى أنانيّتنا ...ساعات ...يلقاك صاحبك ويضحك من شيبك وهرمك ..فكيف لو رأى وجهك المتشقق الميّت في التراب ...
نكون بين أُناس ويموتون ...ونموت نحن وأبناؤنا ينظرون الينا ...لا يصدّقون ….وإذا بكلّ شيء اعتياد ...ونعتاد أيّ شيء بعد حين
**قد مشينا مع أغنياء يملكون كلّ شيء ..حتى صِرنا معا أمام الجدار ….فوضعنا كلّ ما في أيدينا ونمنا في القبر ......هذا الموت عادل : قد أخّذَ منّا كلّ شيء وأعادَنا إلى التراب ....نشبه بعضنا متساوين
**قال : أنا أبحثُ عن ذاتي …...قلتُ : وما يفيدك أنّك ملِكٌ وتموت …...بل ابحث عن ايمانك لتلقى ذاتك في السماء
**رأى أحد الأغنياء في منامه أنّه يُقذَفُ في النار ..فقام يتوب ويتصدّق ...فأفتاه أحد الحمقى أنّ ما رآه أضغاث أحلام ….فاستعاد كلّ صدقاته ….فأرجعته الحياة إلى شروره ...بعد أن أخرجه الموت الى الخير …….
**قال : اصعدْ السلّم كما يصعدون ….قلت : رأيتُ درجاته متّسخة لم تقبلها قدماي ...وهُم قبلوا ...ومَرّوا بكلّ الأوساخ وهم يصعدون
**كنّا نلعبُ ونحن صِغار ..ونحسب أنّ الحياة هي هذا اللعب ...وحين تغيب الشمس وننتبه إلى تغيّر الضوء ….نفهم أنّ الحياة هي شيء آخر وليست ما نحبّ ونريد
كنّا نصدّق ما نصنعُ فيها ...وما نصنع فيها تدوسه الحياة بقدميها ...وتمرّ من فوقنا إلى عهدٍ جديد …..فلننظر الى السماء كلّ لحظة إلى أنفسنا الخالدة …. التي تنتظرنا هناك…..وأمّا ما نفعلُ قبل الموت فكلّه موت ……..
**وأنادي عليه .ولم يسمع صوتي .اوقفه كما توقِفُ حجَرَا متدحرجا ...يهوي من علٍ …….ولكنّه ظلّ يهوي في شروره حتى سقَط في الجحيم ….إن لم توقِف نفسك المتسارعة إلى الشرّ ...تشقى كلّ حين ...لأنّنا لا نشعر بالسلام إلّا جنب الله
.
عبدالحليم الطيطي