ناجِ الذُّرى واستقبِل الإصباحا*تتشاتم وتسب بعضها بعضا
..............وَدَعِ السُّفوحَ لشأنها ..تتلاحى*
ارفعْ جَبينكَ للعُلا مُتَفرّداً
.............نأيا عَن القاع المَهيض جناحا
كنْ كالعُقابِ مَهابةً وتَرَفُّعاً
..............عن كلِّ زيْغٍ ليسَ فيه مُباحا
حلّقْْ وحدّقْ من عَلٍ مُتأّملا
............كنْهَ الحياةِ وصُبَّ فيه صَلاحا
ناجِ الذُّرى واسكنْ قصورَ نَقائِها
...........وَدَعِ الجُحورَ لمن يُطيقُ كُساحا
افتحْ طريقَكَ في الظلامِ بشمعةٍ
...............وادعُ البَصيرَةَ تستفزُّ كفاحا
هِيَ شِرْعَةُ بين اثنتيْنِ وإنّما
................نورُ المَعالي يستثيرُ فَلاحا
لتراوحَ الأخرى وعينُ مُرادِها
...............ليْلٌ يُخيّمُ في العُيونِ قَراحا
ناجِ الذُّرى فالعمْرُ إمّا ذروةٌ
...............يعلو الجبينُ بهامِها مرْتاحا
أو جُحْرُ ضَبٍّ في الحَضيض مُعفّرا
........في الرَّملِ يزحفُ عاثِرا وطُراحا
بين الرِّمالِ مُراوحا بمكانه
............صيْدُ المَخالبِ لا يصدُّ رِماحا
اشمخْ عنيداً نحوَ سدْرَتِها إلى
.............مجْدٍ يَشعُّ مِن الخلودِ صَباحا
ناجِ الذُّرى .. إن الإباء قضيةٌ
..............لا تقتضي للعابرينَ سَماحا
بل تقتضي بابَاً إلى شمْس العُلا
.....ولـ«بابِ شمْسٍ» و«الكرامة»* راحا
قمْ أيُّها العربيُّ وامتَشِق الرَّدى
...........كي تمنحَ العيشَ الكريمَ نجاحا
فاجمحْ جموحَ الخيْلِ دونَ لِجامها
.............واكبحْ لليل العابرينََ جماحا
كنْ طائرَ الفينيق من درَكِ الرَّما
...........دِ لتملأ الدنيا صدى وصِياحا
قم واطرد العلَقََ الذي انتهزَ الدُّجى
........في الكهْف يلهثُ حاملا مصباحا
في ثورَةٍ تزهو بها أيّامُنا
...........تستقْطِب الأجسادَ والأرْواحا
ليفورَ بركانُ الرُّجولةِ ناثرا
.........في أصغَريْكَ مُروءةً وصراحا
وتعودَ هاماتٌ إلى عليائها
...........تثْري الحياةَ وتستعيدُ رياحا
حبْلى بمُزْنٍ للرَّشيدِ تسوقُهُ
............والحقلُ يزهرُ عابقاً فوّاحا
٢٠١٣
* معركة قرية باب شمس في عام ٢٠١٣ : صفحة نضالية في سجل الكفاح الفلسطيني
* معركة الكرامة الخالدة التي وقعت في غور الاردن عام ١٩٦٨ بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الاردني الباسل من جهة والعدو الصهيوني الذي هزم فيها هزيمة نكراء وتكبد فيها العدو خسائر فادحة