حمقاء

الله الله الله
مرحبا أخي الحبيب أحمد
أرجو الله أن تكون بخير وعافية
قصيدة ساحرة ممتعة شيقة مشوقة
( حمقاء لا تدري عن الشعرا
لا هند تأسرهم ولا زينب / في كل يوم عندهم مذهب )
قرأت هذا البيت بمخرج كهذا
ويقيني أنه لا يعجزك أبدا أن تجد له مخرجا أفضل من الوقوع في المحاذير
تحيتي وخالص محبتي

بما أنك أستاذ أحمد قلت إنها للنقد فسأحاول ان شاء الله

حَمقا ولاتدري عن الشُعَرا
لا ملة معهم ولا مذهبْ
المعنى هنا هو معنى المعنى وليس معنى اللفظ فهو كناية عن أن الشعراء يتغزلون وهم ليسوا إنما هي عادة. ومنهج لهم كما قال المتنبي :
...... أكل فصيح قال شعرا متيم
فالمرأة لها دور مؤثر في تطور الشعر في فترته الأولى في الجاهلية ثم سار الشعراء على هذا النهج.
وشاعرنا الأستاذ أحمد كأنه يقول للمشار إليها : ياحمقاء لن تؤثري في أتيت أم ذهبت فالشعر هو الذي أحبك لا الشاعر

يقول ابن سيده في كتابه شرح المشكل في شعر المتنبي :
وأما ابن جني فقال: سألته عن هذا فقال: كان سيف الدولة قد ترك الركوب أياماً، فحضُه بذلك على المُعاودة
)إذا كان مدحٌ فالنسيبُ المقدمُ ... أكُلُ فصيحٍ قال شعراً مُتيمُ(
من شأن الشعراء إذا ارادو المدح، أن يقدموا النسيب. هذا هو الأغلب، حتى سموا الشعر الذي لا يُصدر بالنسيب خَصِياً، حُكِى هذا عن أبي زيد.
فالمتنبي قد خَرَق في هذا الشعر عادتهم، وأنكرها عليهم، وجعل ابتداء شعره مدح سيف الدولة. ثم قال: )أكلُّ فصيح قال شعراً مُتيمُ(؟ هذا في اللفظ إنكارٌ، ظاهره استخبار، وهو في الحقيقة خبر منفي. اي ليس كل فصيح شاعراً مُتيماً، فيلزمه النسيب إذا مدح.

حَمقا ولاتدري عن الشُعَرا
لا ملة معهم ولا مذهبْ

فمشاعري عندي أشكِّلها
بيديَّ صلصالاً كما أرغبْ
عطف بالفاء المسبب على السبب وقد صدق فيما فال عن نفسه في شعره فهكذا الشعراء ويقصد بالصلصال المشاعر التي تستشف من المعاني بالنسبة للقارئ.
لكن هناك شعراء بالفعل كانوا عشاقا مثل شعراء الشعر العذري كقيس بن الملوح تميزوا بصدق العاطفة من جهة المشاعر أما ألشعراء أمثال الأستاذ فهم ينطبق عليهم مصطلح الصدق الفني فيصير الوهم كالحقيقة بسبب إجادة الصناعة فالصدق الفني ينسجم مع الفن للفن حتى لوكانت المرأة التي يتغزل بها هي قوسه كما قال أحد الشعراء.
والله أعلم