.
لا يعرف عن دفين ذلك المقام الأخضر شيئا أو عن من ظلمه، ولا كيف يكون ذلك الميت ، هو سيد الناس.لكن الناس يهرعون إلى المكان كل عام ،في موعد محدد لا يتغير.
يقيمون الخيام، ويضربون بالدفوف ، ويطلقون الأهازيج، ويرفعون الرايات، ويشعلون أعواد البخور.ويقيمون حلقات يتمايلون فيها على أنغام المزامير .
لكنه لا يدرك من ذلك شيئا؛سوى أنه كصبي ، أحب ( زيطة) المولد ؛ أضواءه ومراجيحه وحلواه الشعبية، واحتفالات الفرسان على صهوات الجياد.
ساقوه إلى هناك، صبيا غرا . استدرجوه بحلوى ملونة (ونص فرنك) مقرن عليه صورة الملك المفدى.وذهب معهم غير آبه بشر قد أضمروه، وخيانة قد خططوا لها. وهناك عند منصور الحلاق ، كانت المجزرة.
وعاد محمولا على الاكتاف باكيا ، موجوعا بين فخذيه، وقلبه ينفطر غضبا على من خدعوه.
واتحفوه بمرقة ولحم ديك بلدي.ودفعوا له النقود ( كنقوط) . ورقد عريسا جريحا بجلبابه الحريري الأبيض أسبوعا، يأكل البيض واللحم والفاكهة.وما بين يومين أو ثلاثة، كان الألم يتجدد عند حضور ممرض الحي ينظف جرحه ويطمئن على النتيجة.
مبروك يا عريس.
رحلة الألم الأولى في حياته التي لابد أن تبدأ بالبكاء وتنتهي به أيضا. وما بين البكائين آمال وآلام وأتراح وأفراح شتى.... إنه المولد،. وما زالت غصة الخديعة تسكن وجدانه حتى المشيب.
فمن هو سيدي المظلوم؟؟