يقول الأستاذ الكريم :
"والأستاذ خشّان صاحب أحد الطرق الرقمية المشهورة في العروض، هو من أولئك الذين يصرّون على أنه ثَـمّة علاقة للرياضيات بمبحث العروض العربي، فقد زعم بأن الذائقة العربية في وزن الشعر هي ذات صفات رياضية دقيقة مطردة، أشبه ما تكون ببرنامج رياضي أودعه الخالق سبحانه الوجدان العربي، فضبطت أوزانه كما يضبط برنامج الفطرة في النحلة هَندسة خلـيّتها..! حتى أنه غالى بهذا الزعم فوق المعقول، إذ قد نقل هذا الزعم إلى الخليل نفسه كما فعل ميشيل أديب، فزعم أن عقلية الخليل عقلية رياضية، وأن تفكيره في العروض وغيره، هو تفكير علمي رياضي..!
وامتدت هذه المغالاة منه إلى توصيفه لطريقته الرقمية أيضاً، فقد زعم بأنها أول محاولة في التاريخ العربي وغير العربي، شرحت منهج الخليل الشامل الذي انبثقت منه أحكامه في جزئيات البحور والتفاعيل..! ونتساءل هنا: أين ذهبت إذن محاولات الزمخشري والدماميني والسكاكي ومحمد العلَمي حديثاً (وغيرهم كثير)..؟
وزاد غلّوه أكثر لـمّا زعم أن الرقمي خاصته يشكل جسراً بين فكر الخليل كما يستلهمه في العروض، وبين معارف شتى..! (العَروض رقمياً، بحثٌ في منهجية الخليل، ص: 4- 5- 9- 249- 252). فلو أن كل هذه المزاعم للأستاذ خشان قد أقام عليها أدلته التي لا تقبل نقضاً، لسلّمنا له بها، لكن بعضها مجرّد افتراضات قامت على شُبهات كما سنرى، وبعضها الآخر مبالغات وخيالات ليس إلّا.
هذا عدا عن خروج الطُرق الرقمية جميعها على نظرية الخليل كما سنرى. فلا ينفع في ذلك ادعاء الباحث العروضي الرقمي بأنه في طريقته الرقمية ما زال وفياً لفكر الخليل ومنهجه، وأن طريقته الرقمية هي قبس من نور الخليل، أو أنها ترجمة لفكر الخليل الرياضي الشمولي، على ما يزعم الأستاذ خشّان على الأخص؛ فالادعاء وحده لا يكفي. هذا دون التقليل من شأن الأستاذ خشان ومن جهده المبذول في سبك طريقته الرقمية، فلكل مجتهد نصيب. "
الأستاذ الكريم حساس جدا تجاه أي رد على كلامه إذا خالف رأيه ولو قليلا.
الرد على ما تفضل به مفصل في دروس ساعة البحور ورابطها:
https://drive.google.com/file/d/1ITb...dWuwfyyYS/view
وستظهر الدروس والدرس رقم 8 يوضخ الكثير حول ما تقدم به المؤلف الكريم.
يعتقد الأستاذ أنه يفهم منهج الخليل كما يقدمه الرقمي ولا أريد أن أحاوره في هذا المقام.