صادفتها في غير مرة في أماكن راقية للسهر بعيدة عن القرية، تجالس اثنين من العوام المشبوهين في كل مرة، شباب ذو أبدان صحيحة، وسيارة بالخارج، وشقة بالتأكيد، ألقت السلام مرة بقلق، وأخرى باطمئنان ودون مراعاة (للشنفين) (1) اللذين يجالسانها، وبرغم انصرافي مباشرة بمجرد رؤيتها، أندهش من قدرتها على النظر في عيني، إذ مع التكرار على ما يبدوا وثقت بأنني لم أخبر زوجها! حساباتها محظورة، وأرقامها كذلك، ورغم هذا.. تبدوا حين تصادفني كما لو أنها تغمز إلى إحدى رفيقاتها من سهرات الجنس تلك، أنا أندهش من جراءة النسوان هذه الأيام، وخجل الرجال المحترمين!
تلومني أمي في كبرها وعزوبتي لليوم، وتودّ ألا يفوتني العمر، هكذا تقولها لي، ولا أعرف كيف أختار لغة تناسب تلك المسكينة السبعينية وزمانها لتخفف عن ضميرها وقلبها وتتأكد.. بأن لم يفتني شئ.. على الإطلاق!
#يومياتي الأحد ٤ يونيو ٢٠٢٣
____
(1) الشِّنفْ : لفظة عامية مصرية دارجة تطلق ويراد بها العاميّ الجاهل جاف الطبع (وهي سُبة في بعض المدن)