في معنى «تلَّه» و «الجبين»
ورد لفظ «تلَّه» و «الجبين» في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الصّافات، قال تعالى «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ»
✓ معنى تلّه:
من «تَلل»، تَلَّه يَتُلُّه تَلاًّ، فهو متلول وتَلِيل: أي صَرَعه، والتَّلِيلُ والمَتْلول: الصَّرِيع. قال الكميت بن زيد:
وتَلَّه للجَبين مُنْعَفِراً منه مَناطُ الوَتِينِ مُنْقَضِبُ
وفي حديث أَبي الدرداء: «وترَكوك لمَتَلّك» أَي لمَصْرَعك.
قال المتنبي يستهزئ من شخصين تولّا قتل جرذٍ:
رماهُ الكنانيُّ والعامريُّ ...... وتلّاهُ للوجهِ فعل العربْ
أي: صرعاه لوجهه كما تفعل العرب بالقتيل.
✓ ومعنى الجبين:
الجبين هو أحد جانبي الجبهة، وللجبهة جبينان، عن يمينها وعن شمالها، وللوجه جبينان، والجبهة بينهما.
وقال محمد مرتضى الزّبيدي في كتابه «تاج العروس»: «قال شيخنا رحمه الله تعالى: وقد ورد الجبين بمعنى الجبهة لعلاقة المجاورة في قول زهير: يقيني بالجبين ومنكبيه وأنصره».
لكن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير» رفض إطلاق الجبين على الجبهة، واعتبر هذا الإطلاق من خطأ العامة، وأنّ المتنبي تبع العامة في ذلك، في قوله:
وَخَلِّ زِيّاً لمن يُحقِّقه ...... ما كُل دَاممٍ جبينُه عَابِدْ
وردّ على الزّبيدي في إطلاق الجبين على الجبهة لعلاقة المجاورة، فقال: «وهذا لا يصحّ استعماله إلا عند قيام القرينة، لأن المجاز إذا لم يكثر لا يستحق أن يعدّ في معاني الكلمة، على أنا لا نسلم أن زهيراً أراد من الجبين الجبهة. ولم يذكر هذا في الأساس».
قال عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري في «أدب الكاتب»: «لا يكاد الناس يفرّقون بينهما - أي الجبهة والجبين -، فالجبهة: مَسْجِدُ الرجل الذي يصيبه نَدَبُ السجود، والجبينان: يكتنفانها، من كل جانب جبينٌ».