جولان حاجي : يفضح الضد لغة المنفعة والاتّزان التي تحكم على العقل باليأس والعقم، كما يؤيد رغبة الروح في إخراس المنطق والوصول إلى نقطة قصوى للمخيلة ما وراء اللغة. لا مستحيل مع اليأس، إذ كيف للغة الله التي خلق منها القرآن أن تلزم المنطق؟ ليس الضد مستحاثة من لغة أولى نجهلها، كما افترض التحليل النفسي. إنه لغز آخر من ألغاز العربية وواحد من جمّ محاسنها. ربما رأى الأسدي نفسه في كلّ ضد كتبه، فهو مثله ذاتهُ والنقيض وما لا يدرك سرّه في آن واحد. لنتذكر المعري:
مهجتي ضدٌّ يحاربني / أنا مني، كيف أحترسُ