|
ما بين عامٍ قد مضى وينادي |
عام أتى مستنطقاً لفؤادي |
ويهزني نحو المدينة ذاكراً |
ما شاده المختار من أمجاد |
يا يوم هجرة أحمد زنت الدنا |
وغدوت أصل العيد للأعياد |
قد ودع المختار مكة قاصداً |
أرض السلام وموطن الرُوَّاد |
في الغار نصر الله رافق عبده |
والوعد وعد الله خير عتاد |
فانظر إلى جند العزيز تسابقت |
لتكون عوناً للحبيب الهادي |
أوحي الإله أن ادفعوا كيد العدا |
ولْتمنعوا الكفار نيل مراد |
العنكبوت تجيد نسج خيوطها |
كحديد صلب في يد السراد |
وحمائم باضت لتجعل بيضها |
للماكرين يفوق كل عناد |
إنا رفيق الغار في كنف الذي |
أوحى فأغشى أعين الأرصاد |
اثنان والله المهيمن ثالث |
بمعيةٍ هي أعظم الأجناد |
لما أتى المختار طيبة داعيا |
للسلم والتوحيد والإسعاد |
خرج الجميع مصدق ومكذبٌ |
كغرام موعودٍ على ميعاد |
هذا هو المختار يبني أمةً |
في طَيْبة تسعى إلى الأمجاد |
يبني حضارتها على أسس الهدى |
لا فرق بين أكابرٍ وسواد |
يا من بنيت على السماحة دولةً |
فيها من الأخلاق خير الزاد |
دين بنى صرح العدالة شامخاً |
لا فرق بين أحبة وأعادي |
ورحمت كل العالمين بمنهجٍ |
كم حرر الإنسان من أصفاد |
وصنعت من دنيا الرجال أماجداً |
أنعم بهم من سادةٍ رواد |
رهبان ليل في عبادة ربهم |
ولدى الوغى في قوة الآساد |
الغرب يسخر من طبيب قلوبنا |
ويبث ما ينبي عن الأحقاد |
يا سيد الهادين عذراً إننا |
صرنا بأعينهم كمثل رماد |
لما تركنا نبعك الصافي إلى |
بئر العدو كأسوأ الوراد |
يا أمة الإسلام هذا دينكم |
نبع الهدى والنور والإرشاد |
ما بالكم صرتم شتاتاً بعدما |
كان التوحد شيمة الأجداد |
وصموه بالإرهاب حاشا إنما |
فيه الجهاد لرد كيد العادي |
قد غلَّفوا باسم التحرر خبثهم |
أين التحرر يا ذوي الأصفاد ؟ |
نقد اليهود جريمةٌ حتى وإن |
قد جاء بالتحقيق والإسناد |
يا قادة الإسلام طال سباتكم |
هبُّوا فليس الوقت وقت رقاد |
واستقبلوا كيد العدو بوحدةٍ |
مدعومةٍ بتآلفٍ ووداد |
إن العدو وإن بدا متبسماً |
فالخبث والإجرام طي فؤاد |
بدت العداوة في تفلِّت لفظهم |
وقلوبهم محشوة بسواد |
والله كاشف ما تكن صدورهم |
في سقطةٍ أو ما تخط أيادي |
ما ضر بدر التم في عليائه |
نبح الكلاب وهجمة الأوغاد |
إن رمتم إطفاء نور نبينا |
خبتم فرب العرش بالمرصاد |
الله ناصره ومظهِر دينه |
ومؤيدٌ بالعون والأجناد |
لن تطفئوا شمس الضحى لن تخسفوا |
بدر الدجى يا أسوأ الحساد |
مولاي صل على النبي وآله |
مشفوعةً بسلام دون نفاد |