ترسو القذائف فوقهم بأمانِ
فنواجه النيران بالنسيانِ
يا غزّةُ الإنسان مات بصلبنا
لا نخوةً ترجى من العرْبانِ
يا غزّةُ الإنسان مات بصلبنا
أين المفرّ بلجّة العدوانِ؟
جيش الجرائمِ من أمامكِ رابضٌ
و ورائكِ جيشٌ من الخذلانِ
أين المفرّ؟ ونحن شعبٌ عابثٌ
نعتاش بين غرائز الشيطانِ
اللهو مهنتنا ويوميّاتنا
سعيٌ وراء الجيد والفستانِ
أين المفرّ؟ ونحن شعبٌ عابثُ
تلهو بنا عرّافة الفنجانِ
خبرٌ عن القصف الأخير بقريةٍ
يغزو مسامعنا بلا استهجانِ
وإذا الكُرات تداخلَت بشباكها
نهتزّ مثل دعائم البركانِ
أين المفرّ؟ ونحن شعبٌ جلّنا
صفْر العقيدة فارغُ الإيمانِ
لله مولانا نخصّص ركعةً
والباقياتُ لغبطة السلطانِ
أين المفرّ؟ ونحن شعبٌ خاملُ
نحتجّ ضد مذابحٍ ببيانِ
بالهاتف الجوّال نفتح جبهةً
ونشنّ غزواتً على الإعلانِ
"المِنْشنات" سيوفنا ودروعنا
و"اللّايِكاتُ" كتائبُ الفرسانِ
ونلوك أمجاداً وعزّاً زائفاً
ورقابنا في مجلس البلدانِ
ندْبٌ على شجْبٍ على برقيّةٍ
خَطْبٌ على لطْمٍ على استبيانِ
لو أن عصر الجاهلية عصرنا
لأغاث غزّةَ عابدُ الأوثانِ
أَوَنحنُ من كنّا بغابر حِقْبةٍ
أسيادُ فوق الأرض والأزمانِ؟
كانت خياماً للسموّ خيامنا
نستقبل الدنيا بلا جدرانِ
واليوم ترفسنا الخيامُ فلا نرى
إلا خيامَ اليُتْمِ والحرمانِ
كانت خيولاً للفتوح خيولنا
لا ريحَ تُثنينا عن الميدانِ
واليوم قد تعبَ الجوادُ فلم يعدْ
فوق الرمال حوافرٌ لحصانِ
كانت مروجاً للخيال بقاعنا
يختال نيسانٌ على نيسانِ
واليوم لا جنّات في أبصارنا
إلا يباس الورد في البستانِ
يا غزّةُ الإنسان مات بصلبنا
ما عاد فينا لهفة الإنسانِ
عذراً ومعفرةً وعفوكِ غزّةً
إن كنتِ قد أحْطأْتِ بالعنوانِ
إبراهيم عدنان ياسين