أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصة أدبية مؤثرة

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    المشاركات : 1,557
    المواضيع : 357
    الردود : 1557
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي قصة أدبية مؤثرة

    قصة أدبية مؤثرة

    كان مروان في الأربعين من عمره عندما تسلَّق المَجدَ , واعتلى صهوة الريادة, فقد صعد سلم طموحه بسرعة فائقة قرَّبته من مراكز التأثير, لكنه بعد ميلاد الحرية كان يحترق ـ كما تحترق الشمعة ـ على شعبٍ يسومه القابض على أزمته سوء العذاب!. كان قائداً فذاً , في نظام , تسافر فيه قوافل الأرواح الطاهرة عبر صهاريج الموت إلى باريها بدم بارد كل لحظة !!. ها هو يشاهدُ شلال الدماء مسفوكا يغرق الثرى , ويرى شريان الأبرياء مُنفجراً كانفجار السد إذا انكسرت جدرانه ؟!!.

    وفي إحدى الليالي دلف إلى منزله مثقل الخطى!! يكاد يجهش بالبكاء, والهم يَهُدُّ كيانه , كما تهد النوائب الرجال الشوامخ !! وهو يعاني من صراع مرير

    فكلما تيقظ قلبه, التفت حوله ثعابين الخنوع , وحية الاستكانة فيقعد , وكلما تنبه ضميره , شدتهُ حبال العواقب بأوتاد الأرض , ووحل المتاع , فيسكن ويصمت!.

    ظلّ ينظر من بعيد إليهم وقد نفضوا غبار الخوف , كما يُنفضُ الماء من الثوب المبتل , كان يشعر بالصَّغار أمام فتية ينتزعون الجبال الرواسي بأطراف أناملهم لا يبالون أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم!!

    يا لحسرة ما أصابه !! وقد تكاثرت أوجاعه فتعامى , و كادت أن تُطمرُ بذرة خيرٍ ترعرعتْ في بستان فطرته , وأورقت في حدائق شعوره...لولا أن رأى برهان ربه , ودحرج الدهر تلك التي هزتْ خلجات ضلوعه , وأيقظتْ حنايا فؤاده , فأحيته وقد أرم , كيف لا يقشعر جلده منها, ولهولها يشيب الولدان؟!! وتضعُ كل ذات حمل حملها !! وترى الناس أشلاء مبعثرة في الأزقة والطرقات , تحملهم الملائكة بأثواب السندس وأردية النور, وهي تنسج لمن طغى خِزي الدنيا في يوم يشتعل الرأس منه شيبا , وتعدُّ عذاب الآخرة ـ لمن بغى في يوم يُذيبُ الصخورَ وتخر الجبل هدا...!

    عاد الصراع ثائرا, كأنه جيش لجب يكاد يقتله من ضراوته!! ها هو يصارع شبق شتاته!! والقوة تفرُّمنه كما يفر الصحيح من المجذوم وهو يلملمها كما يلملم الطير حبات القمح المنثورة...

    لم تدعه بوارج صحوه منكفئا خائر التفكير , لقد أخرجته من قُمقم العثرة , إلى فضاء الحرية !!

    لقد هبت عليه نسمة الخير, فأذابت شحوم خبثه , وطوت شرور نفسه , فانتعش كما تنتعش العافية في بدن شوفي بعد علة , أيقظته من سباته , وانتشلته من رفاته ؛ فأذهبت همه و بددت حزنه , لقد قرر بأن يفر من مصحة المرضى , مُنشقاً عن صفوف مصاصي الدماء , وآكلي لحوم البشر, لينظم إلى قافلة الأصحاء ومواكب النبلاء ...لقد عزم على النهوض , مخترقا أجنحة بقايا الظلام بين خيوط الفجر الذي بدأ يدب مُسْفراً بشعاعه على الرابية والتل.!

    وها هي البهجة تغمره و تملأ كيانه , بمجرد مغادرةِ معسكر الظلام من داخل نفسه , كيف لو غادره بكليته.!!

    خرج كأنما خرج من ثلَّاجة الموتى ـ التي لا تعرف الرحمة مسلكاً تنفذ إليها ,كما تنفذ إلى الأحياء في ميادين العزة ـ وهو يعلم أن شوارع النضال لها طريقان فإذا كان أو كانت فرح بفوزه كما يفرح الطفل عند شراء لعبته , وسرَّ كسرور الغائب إذا رجع إلى أهله.

    وصل إلى منزل أحد أصدقائه , تاركا خلفه نعمةً كان فيها من الفاكهين!! يا لحسرة غيابه ولوعة اغترابه على فراق أمه!! , لقد أخبرها بذهابه , ولم يخبرها بموعد إيابه.

    خرج وصديقه , يتعرجان بين أزقة المدينة الملتوية ـ كالتواء الفصول ـ والضحى ينسج خيطه مُرسلا, والشمس تتكئ على شعاعها المتصل به كاتصال الخيمة بالوتد, أخبره صديقه بأنهما اقتربا من المكان المؤمل.

    نبض قلبه واشتدت لهفته... وما إن وصل حتى نفض أردية الخوف وارتدى حلة الشجاعة, ولف درع الإقدام حول صدره , ولم يزل حتى جاء اليوم الموعود , حيث جعل ثورة انتصاره , مهراً لثورة فنائه , وفتح أسوار القصور, واجتذب النصر كما تجتذب الأرض أشعة الشمس , و سقط الرأس وخلفه الجسد فكان يوما مشهودا خط بماء الذهب ولون الحياة.

    هائل الصرمي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,762
    المواضيع : 352
    الردود : 21762
    المعدل اليومي : 4.87

    افتراضي

    قصة جميلة مؤثرة لامست الأعماق بلغتها الساحرة ومعانيها العميقة
    وقد قدمت نسيج أدبي يتسامى روعة، وتوغلت في عمق الأحاسيس
    بحروف من نور، وكلمات منتقاة، وأفكارا أدبية لافتة
    نص باذخ فاخر برصين معان وجمال في التعبير
    صورة عميقة موحية، ولغة ثرة قوية ونهايةقرنت النصر بالشهادة
    في لوحة جميلة خطت بماء الذهب
    فما أجمل بيانك وسحر نبضك ورقي حرفك
    بحرفية عالية في السرد ومهارة نفذت إلى أعماق القارئ بفلسفة عميقة ولغة سامقة.
    دمت ودام الحرف ذهبيا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    المشاركات : 1,557
    المواضيع : 357
    الردود : 1557
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    بارك الله فيك أيتها الأديبه الشاعرة والقاصة المتمكنه لا حرمنا منك ومن حروفك الراقية دمت بخير

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2011
    المشاركات : 1,557
    المواضيع : 357
    الردود : 1557
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    شكراً لك من أعماق قلبي على رأيتك المشجعة لنا ولك التحية الخالصة