لشارون الحق (في عرف الكابوي الامريكي) أن يقتل ويدمر ويفعل مايحلو له في الشعب الفلسطيني المحروم حتى من حق مقاومة الاحتلال!!
ولشارون الحق (ايضا في عرف واشنطن) أن يضرب العراق, ويرسل قواته (الكوماندوز) للعمل خلف الخطوط جنبا الى جنب مع قوات امريكيه وعربيه أخرى!!
ولشارون الحق أن يمتلك جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل, وما لا يملكه تزوده به زعيمة العالم الجديد دون تردد!!
ولشارون الحق في أن يجلس منذ الان ويحدد من يعجبه من الزعماء العرب ومن لا يعجبه لكي يجري "صرف" المغضوب عليهم لتحقيق الرضا الشاروني التام!!
ولشارون الحق في أن يحدد بنفسه مساحة المنطقه العربيه التي ستخضع لهيمنته,عقب العمليات العسكريه المنتظره ضد العراق!!
أذن..: كــل الحق لشارون وبوش, اما الحقوق العربيه فهي فعل ماض ناقص, طالما استكان العرب في خانة"المفعول به" في هذا العالم.
والعجيب أن العالم العربي كله يعرف تماما أن هذه السياسة هي سياسة القوة... سياسة الغاب, ومع ذلك ها قد بدأت واشنطن تسرب الادوار التي سيلعبها العرب أنفسهم, في ضرب أنفسهم!! فماذا يمكن أن نقول بعد ذلك؟! بل ماذا يمكن أن أكتب, وأن يذهب ما أكتبه دون المسائلات الروتينيه!!!
وبالمناسبه قالوا يافرعون من فرعنك؟ قال:لم أجد من يقف في وجهي..
لذا أعذرونا أذا عدنا الى حكمة الوزير في حكايات كليله ودمنه حيث:
"يحكى أن أسدا وذئبا, وثعلبا,تصادقوا في غابة, فأقنع الذئب والثعلب صديقهم الاسد أن يوفر جهده في الصيد, ويصدر فرمانا سلطانيا لأهل الغابه بحيث تسمح كل عائلة "حيوانية" بأن يغزوها الاسد وأصدقاؤه وقتما شاؤوا دون مقاومة يأكلون ويعربدون, ثم يشيعوا بالدعوات والبسمات, والتشكرات..
لكن كبشا "تيسا" كان قد بدأ يسن حوافره ويدرب ابناءه على القتال بقرون مشحوذه, ورؤوس مرفوعه, رفض هذا الفرمان فيما استسلمت بقية العوائل الحيوانيه لجبروت الاسد وخاصة تلك الني تأكل العشب ولا تحسب من وحوش الغابة.
ورغم الصيد الوفير, وأستسلام العوائل الحيوانيه الاخرى الا ان الاسد كانت دائما عينه على ذلك التيس وقطيعه ويخشى ان يتسبب يوما في سريان حمى الرفض فيثير ضد الاسد واصدقائه ثورة ومشاكل كبيره.
قال الثعلب: دعوه لي. وأخذ يزور ذلك التيس, يمتدحه تارة وينصحه بالمهادنة تارات, حتى تمكن من ترتيب لقاءات عديده بينه وبين الذئب والاسد باءت كلها بالفشل..
كان التيس عنيدا لدرجة انه بات يطالب بأن يمتنع الاسد وزمرته عن مهاجمة جيرانه من الاغنام وخاصة تلك الاغنام التي قررت ان تقاتل دفاعا عن نفسها.. اما تلك التي اختارت ان تقدم ابناءها طائعة مختاره, فعسى ربها ان يرحمها..
وفي يوم وافق الاسد وزمرته على كل مطالب التيس حتى انهم دعوه لأن يزور كل جيرانه من الاغنام ويسألهم وان يكتب بيانا شاملا بمطالبه وافكاره ويقرأ عليهم, وبالفعل ذهب التيس مع الثعلب وعدد من الاكباش اشقائه يزور حظائره فوجدها مزدهرة عامره كل من فيها "نيام سمان" تماما على المطلب الذي يسيل لعاب الاسد والذئب. فغضب وخرج بيانه ليقرأه واذا بأحد ابنائه التيوس يأتي جريحا ممزقا لا يكاد يقوى على السير, فهمس في اذنه ان الاسد والذئب, وحتى بعض الاشقاء الاكباش هاجموا قطيعهم وابادوه...
صمت التيس ونظر فيما حوله بعيون باكيه ففهم الثعلب ماحدث, واراد ان يناكفه فقال له مشجعا,اقرأ... اقرأ بيانك يا ايها التيس العظيم, واخذ التيس يمزق البيان وهو يقول: "من يقرأ ومن يسمع؟! دود الجرح منه وفيه!!!"
ولا حول ولا قوة الا بالله..