أيتها الغائبة.... تعالي
زياد جيوسي
أعشق البحر أيضا, أما الطريق والرصيف فهما صديقا وحدتي, تمشيت في شوارع رام الله و أزقتها التي أحفظها عن ظهر قلب, قادتني قدمي إلى شارع الإرسال, جلست إلى جانب الطريق على جدار منخفض, في الأفق البعيد يظهر البحر المغتصب, أغمضت عيني, امتلأ صدري بنسيم قادم من الغرب, مشبع برائحة البحر, تخيلتك بجانبي, أمسكت يداك بيدي, جاءت نسمة طيرت خصلات شعرك فداعبت وجنتاي, احتضنتك, دخلت لأفق عينيك, جلسنا صامتين عن الكلام, كانت هناك فقط لغة الوجد والعيون, زقزقة العصافير السعيدة بقليل من دفء متسلل في هذا الجو البارد, وبعض من اشراقة شمس من بين الغيوم.
يدي بيدك, سرنا على الطريق, تسللنا إلى تل تشرف على بحرنا المفقود من بعيد, صمت جليل, لا صوت إلا صوت هبات الريح الغربية, وبعض نغمات من الموسيقى تتسلل من بعيد...
آه يا حبيبتي الغائبة, دعيني أفترش لك اقحوانة, أدخلك في أعماق روحي, يا سيدتي وسيدة البراري والسهوب, دعيتي استظل بحبك يا سيدة مطري وإحساسي, اغسلي خطاياي ودنسي بدمعاتك يا ملكة الغيوم....
أفتقدك كنبتة تفتقد الماء, وأنت هناك بعيد عني, فتعالي لنرتشف قهوة الصباح, فما زلت أحتسي كوبين من القهوة, لي ولك, فتعالي لترسمي القبلة على وردة عشقي, أعيدي ربيعا لحياتي, قبل أن تعلن روحي حلم الرحيل...
عيناك القادمتان من بعيد, من خلف الليل والشمس, وحد هما من تهبان للروح امتداد للحياة, وطيفك الذي يزورني في هدأت الليل, وحده الذي يمنحني أوراق أملي, و النجمات التي أقطفها من السماء لأزرعها بشعرك, وحدها التي تنير دياجير ظلمة النفس, وعتمة الغياب...
منذ غادرتني إلى البعيد البعيد, توقفت خيولي عن الصهيل, وقلبي عن النبض, ونجومي عن الضياء, وجف في عيني الدمع لينتقل دموع إلى قلمي, تسيل كلمات الوجد وقهر الألم...
عودي لتسقط دمعة وهج لقاء على وجنتاي, ويشتعل قلبي نيرانا, بالروح وميض, بالحقل اخضرار, وفي القلب نبضة...تعالي لنفترش البنفسج, نقطف السوسن, أظلك بشقائق النعمان, أغمرك بالحنون والليلك, أزرع شعرك نجوما مضيئة من جديد...
تعالي لنتذاكر حكمة الجدود, قصص العشاق, تنهدات الصدور, همسات الشوق, ابتسامات الروح, فأنت عيني التي أرى يهما, النور الذي يشق لي الظلمة, الحب الذي يغمرني فيضيء لي حياتي, قلبي الذي لا يتوقف عن إرسال نبضات الحب, حتى لو توقفت نبضات الحياة..وما زلت أرى بحبك وبك ما يستحق أن أحيا لأجله...
سأبقى أنتظرك اشتعالا من جديد, من دفء عينيك, من اشراقة روحك, من حبك الغامر, من خريف عمري الذي يتجدد ربيعا بمحياك....
سأبقى أنتظر, لن أمل الانتظار لعيناك, أنتظرك يا حبيبة روحي....فلا تتأخري...
رام الله _ فلسطين
12 \ 3 \ 2005
ziad_willcome@yahoo.com
http://groups.yahoo.com/group/RAMALLAH-ARTS/