"بعضُ الحزنِ يعلمَّك معنى الحياةِ, وكيفَ تشعرُ بطعمِهِ حلواً عندما يختلطُ بدموعِ الآهِ الحارقةِ, وهي تشقُّ الصَّدرَ أنيناً , وعذاباً لتقولَ لك: اصبرْ فبعدَ الفراقِ لقاءٌ, وبعدَ الموتِ حياةٌ, وبعدَ النارِ جنَّةٌُ."
هكذا قرأتُ حروفكِ، واقتطفتُ من شجرها الوارف حروفكِ تلك، ولوحـةَ وردةٍ دامعة، لأكتبَ على يديها حنّاءَ نبضٍ أورقَ هنا، فهل تأذنين لي بأن أشاطركِ حروفكِ؟؟؟
1-
قالوا لي قديماً: الحزنُ مقبرةُ الروح، إنْ رشفتِ عطرَه الوحيد، وسكنتِ ببيته المنفرد بأعلى الجبـل، واستقبلتِ زوّارَه بباقاتِ النبضِ والدمع، فستصيرينَ سجينةً بقلعته حتى آخر رمقٍ من حياتك.
وحينَ استعمرتْ حدائقي جيوشُ الحزن، وأحرقتْ سفائني وذخائري وأوراقي، أيقنتُ أنَّ الدمعَ المُهراقَ صارَ نديماً، والفرحَ صارَ أعزلَ، يتيهُ بالفيافي كالملك الضليل، يبحث عن شمسٍ ضاعتْ ملامحُـها، وعنْ دفءٍ ارتحلَ إلى بلادِ الصمت ..
لكنني في غفلةٍ من الحزن، قطفتُ وردةً وخبّأتُها بأدراجِ البوح، لكنَّ دموعَها فضحتْ شجوني، فوقفنا على أطلالِ الأحبـة ننشد شعراً ونحلـم..بلقاءٍ قريبٍ هنــا أو هنــاك..
----------
زاهيـة، لكِ قلبي ووردة