|
" بزغ الضياء " |
بزغَ الضيـاءُ وأشـرقَ المســتقبلُ |
وتألقتْ شـمـسُ الحمـاسِ بهيَّــةً |
تجلـو الظـلامَ ونورُهَــا يتهـللُ |
وانسـابتِ الأنسـامُ مِنْ أعطـافِهـَا |
فاستبشـرتْ حيفَـا وغَنَّى الكَـرْملُ |
واستبشـرَ الأقصـى بِخَفْقِ بنودِهَـا |
وذرا المكَـبَّرِ والحِـمَى والقَسْـطَلُ |
وتلألأتْ شـطـآنُ غـزَّةَ فَـرْحَـةً |
وبصـيحـةِ التكـبيرِ رُجَّ المَجْـدَلُ |
والضفـةُ الغَـرَّاءُ هَبَّ خـليلُـهـا |
يشـدُو بألحــانِ الإبـا ويُـرَتِّـلُ |
والغـورُ ينشـدُ للبطاحِ قـصـيدةً |
أنغامُهـا عَـبْرَ الجَليلِ تُجَـلْـجِـلُ |
وحجـارةُ الأطفـالِ ترقصُ نشـوةً |
والأرضُ تعبقُ بالنسـيمِ وتُـرْسِـلُ |
وسـحائبُ البشـرى تنَزَّلَ غيثُهـا |
يسـقي قُلوبَ المـؤمنينَ ويَغْـسِـلُ |
والدمعُ ترسـلُهُ العـيونُ سـخيـةً |
فرحـًا بنصرِ الصـامدينَ فيهطـلُ |
وجحـافلُ الباغـينَ في أوكـارِها |
فَرَقـًا تئِنُّ مِنَ الأسـى وتـولـولُ |
مثل السـوائِمِ إذْ دهتْهَـا صيحـةٌ |
بعدَ الهـدوءِ مِنَ الغضـنفرِ تَجْـفلُ |
فحصـونُهمْ يومَ البشـائرِ زُلْـزِلتْ |
والظـلمُ مِنْ خَفْقِ البنودِ يُـزَلْـزَلُ |
فاللدٌّ يرجفُ خـائفـًا مِنْ رعـبـِهِ |
والتلُّ يعـروهُ السـوادُ المُـسْـدَلُ |
وترى شـياطينَ الأنـامِ قدِ التقُـوا |
وجـنودَ إبليـسَ اللعـينَ تَـنَـزَّلُ |
والمرجـفينَ إذ انبرى شـيطـانُهمْ |
"دحـلانُـهـمْ " ذاكَ اللعيـنُ الأولُ |
وصويحِبُ الكلـبِ العقـورِ أظلَّـهُ |
لـيلٌ كـئيبٌ أنكـدٌ مـسـترسـلُ |
يُسْقَى الظلومُ المرَّ مِنْ كأسِ الأسـى |
وطعـامُهُ ممـا يُسَـامُ الحـنظـلُ |
فـيروغُ رَوْغَ المـاكـرينَ بخسـةٍ |
وتـراه خـلفَ صفـوفِنَا يَتســلَّلُ |
وترى يديْ حـاخـامِهم في رجفـةٍ |
ولسـانُـه فِـي غـصـةٍ يتوسَّـلُ |
وكـبيـرُهمْ لمَّـا تـألَّـقَ نجمُنَـا |
أمسى طريحـًا في الأسَـى يتململُ |
كـمْ روَّعَ الأيتـامَ غَدْرُ جـنـودِهِ |
وكمِ اسـتجارَ مِنَ البُغَـاةِ المـنزلُ |
يا واقفـًا خلفَ الصـفوفِ ألا ترى |
زهـرَ الرُّبَا بيدِ العِـدَى يُسْـتَأْصَلُ |
أولمْ ترَ الأقصـى يُدَنَّسُ صـحنُـهُ |
وبـراءَةَ الأطفـالِ كـيفَ تُقَـتَّـلُ |
وحـرائـرَ الإسـلامِ في تلك الربا |
بِيَـدِ اليهـودِ الحـاقـدينَ تُـرَمَّـلُ |
يـاأمتِـي هـذا أوانُك فـانهضـي |
يعـززْ عـزيـزُكِ أويُـذَلَّ الأرذلُ |
ثوري على الطغيانِ لاتخشـيْ أذَى |
فالخـوفُ من كـفِّ المنيـةِ مَـقْتَلُ |
قومِي ترَيْ صـرحَ الأبـاةِ مُشّـيَّدًا |
وتَرَيْ رؤوسَ الكفـرِ كـيفَ تُجَنْدَلُ |
قومِي فقدْ بزغَ الضـياءُ وأشـرقَتْ |
شمـسُ الحَمـاسِ ونورُهـا المتهللُ |
يحيا ترابُ الأرضِ مِنْ إشعـاعِهـا |
والـزهـرُ يرقصُ والرُّبَـا تتجـمَّلُ |
والنشـرُ يعبق في البطـاحِ تأَرُّجـًا |
والـوردُ يطـرَبُ والنـدى يتنـزَّلُ |
والشمـسُ تنسجُ بالسـنا تسبيحـةً |
والبـدرُ يسـجـدُ والـدُّنَـا تتنفَّـلُ |
والذكرُ والتسـبيحُ يمـلأُ سمعَهـا |
في كـلِّ حـينٍ والكـتابُ يُـرَتَّـلُ |
والكـونُ يصدحُ بالهدى في نشـوةٍ |
اللـهُ غـايتُنَــا إليـهِ المـوئِـلُ |
بالسـيـفِ والأقـلامِ نبنـي أمـةً |
والذكـرُ والتنـزيـلُ ذاك المنهـلُ |
نبنِـي بأجسـادِ الأبـاةِ مَـنـارةً |
شَمَّـا وبـرقُ سـنائِهَـا لايَـأْفَـلُ |
عيَّاشُ والرنتيسُ شـادوا صرحَهَـا |
والأحـمدُ اليـاسـيـنُ ذاكَ الأولُ |
وعمـادُها عـقلٌ ينيـرُ دروبَهـا |
وإمامُهَـا نحو الخلـودِ المِشْـعَـلُ |
زهَّـارُهَـا المحمـودُ في أخـلاقِهِ |
ومشـيرُهَا ذاكَ الفتَى المسـتبسـلُ |
وهـنيـةُ المقـدامُ فِي صَـولاتِِـه |
وسـعيدُهـا الصـوَّامُ ذاك الأمـثلُ |
والصَّـابرونَ الصَّـامدونَ بأرضِهمْ |
وصـواعـقُ القسَّـامِ حـينَ تُزَلْزِلُ |
يـا أُمَّـتِي هـذِي حَمَـاسُ تألقتْ |
والشـمسُ مِنْ كلِّ الكـواكبِ أَجْمَلُ |
فالسيرُ إلا في خُطَـاهَـا ضيعـةٌ |
والعيشُ إلا فـي حِمَـاهَـا مُمْحِـلُ |