[size=5][align=center]برد شديد .
ووحدة قاتلة لفتني, وأنا أعبر ممراته وألج غرفا واسعة ..
عندما تركتني أبي, كنت أفكر أن ألحق بك.
كأي طفل يخشى الوحدة , والظلام, والمجهول الذي ينتظره.
كنت أنا ....
كنت أفكر في الفرار, لكنني تماسكت, من أجل حلم رأيته في عينيك يوما ما, يرقص فرحا .
وهو يلج بوابات الأمل.
اشتقت إلى حضنك ,عندما لفني الليل ..
خطواتك وأنت تبتعد, أخذت معها بعضا مني .
مازال طرقها يوقظ الأحلام ..
والآلام...
وأنا أنظر إليك ,أحسست بألمك .
بحزنك ...
وبرغبتك في البكاء ..
لكنك! وبقلبك الكبير, ابتسمت حتى أتماسك أنا..
ظللت هناك في رحلة بحث عن الأمل ..
الأمل الذي أتى بنا من بعيد ..
وبداخلي أبي مازلت الطفلة التي بالغت في تدليلها يوما , وعلمتها معنى الحب
معنى أن أضحي, من أجل سعادة من أحب
مازلت أتساءل هل سأصل إلى بوابة الحلم!!??...
كنت أستعذب الألم من أجلك أبي, حتى أعود وأنا سالمة, وأرسم بسمة على شفتيك ...
كنت أحس أن هناك بداخلي من يراقب آلآمي, وأحزاني وخوفي وهو
باسم الثغر, فيمدني في ساعات التعب , والعذاب بكلمات عذبة..
هناك أبي حب نمى في أعماق قلبي, كبير, كبير ....
لا أستطيع أن أصيغه في كلمات..
كان حبي لله هو صانع المعجزات
كنت أبتسم, في غمرة الألم
كان ربي يمدني بالقوة , حتى بات الأمل يبرق باسما أمامي ..
إيماني بالله , كان مددي..
وكنت دائما أحس, وكأن يدا حانية, تمسح عن كاهلي التعب ..
أبي الحبيب, لكم استبد بي الشوق, وأنت تبتعد ..
ملامحك, سكنت أحلامي
وظلت معي في أيام غربتي
كانت كلماتي مبحوحة, وأنا أوصيك بأن تبلغ سلامي ,لأمي الحبيبة ..
أمي, التي ستظل تنتظر, أن تراني سليمة, معافاة ..
سيظل حلما يلج المتاهات , لكنه سيصل...
عندما ترتفع دعواتك أمي, في صمت الليل , وتعلو إلى السماء عندها أمي, فقط سيتحقق الحلم..
أمي أرى ملامحك الحبيبة ,أحس بخوفك, ولهفتك علي, وسؤالك الملح متى تعودين!؟..
كان شيئا غريبا! أن لا أبكي! وألا أتألم !
كان بداخلي موج من الطمأنينة; يتقاذفني بين الأمل, والرجاء في الله..
حتى عندما أرغمت على الخضوع لعملية جراحية..
كنت باسمة, كما عهدتني أبي ..
أعانق الأمل, وأطرد أشباح اليأس..
استسلمت إلى أيديهم, تقلبني يمنة, ويسرة ..
كان البرد شديدا..
كنت أرتجف, ولا أدري أكان خوفا,!! أم إحساسا بالبرد؟؟..
أدركت أن هناك خيطا رفيعا, يجمع بين الخوف, والبرد..
امتدت يد أحدهم إلى ذراعي, وشعرت بوخز الإبرة .
وبدأ مفعول المخدر يسري في دمي ..
أخذت أستعرض الصور, والذكريات ..
والأسماء ..
والوطن ..
كنت غريبة ..
وكانت الآمال, بعيدة , بعيدة.....
فارتسم وجهك الباسم أمامي, هممت أن تقول لي شيئا .
لكنني! بدأت رحلة إلى عالم الصمت, والترقب..
لم أدر بعدها , ماذا فعلوا بي ؟؟..
فقط عندما استيقظت كانت الآلام لا توصف..
بحثت بين الوجوه عنك أبي
لكنني لم أجدك .
لم أتمالك نفسي, بكيت طويلا..
لكن بكائي كان صامتا, فقد أخذ مني التعب مأخذه .
وانتهت الرحلة, وعدت مثخنة بالجراح ..
عدت إلى عالمك المغمور بالحب, والتفاني..
وكلماتك الحلوة, وأنت تردد أبيع عمري; فقط, من أجل أن أرى إبتسامتك
وعاهدتك سرا أن لا ترى دمعي أبدا.
هل استطعت أن أخفيه عنك!
لا أدري ؟؟..
لكنني حاولت صادقة ,ألا أشعرك بما ينتابني من أحزان .
لكنني رغم كل شيء, أجد أن الحياة تستحق ,أن نبحث دائما عن فرص لحياة أفضل .ومادام هناك إيمان بالله, فلن أستسلم لليأس..
والآلام..
ولن يأخذني الحزن, بعيدا عنك
سنظل معا يحدونا الأمل, الباسم في الله
وستختفي سحب الحزن من عينيك ..
أبي الغالي, من هنا أبعث إليك , بألف تحية ..
تحية على صبرك ..
وعلى حبك
وعلى الرحلات الرائعة ,التي امتزجت فيها الأحلام , والآمال, والآلام , والسعادة ..
وكل الأحاسيس الإنسانية الرائعة .
تحية من قلب يحبك [/align][/size]