السلام على من اتبع الهدى وبعد،
في شمال المغرب، وخاصة بمنطقة ساحلية تدعى "وادلو"، التي تبعد عن بلدتي بأربعين كيلومترا، نجد نساء هذه المنطقة، لازلن يحتفظن بصناعة الخزف، وهذه الصناعة تتطلب مجهودا كبيرا تبدله النسوة من أجل تقديم أشكال بدائية تؤرخ لعصر كانت فيه المرأة البربرية سيدة وليست مسودة. نعرف أن صناعة الخزف كانت تسعى لتلبية حاجات يومية، كصناعة كؤوس للاستخدام في شرب اللبن أو الماء، صناعة شمعدان...الخ.وأعرض عليكم نموذجا صناعيا للخزف موقع بأيدي كريمة لهاتيك النسوة، ونموذجاآخر غايته الاستعمال في مجال الديكور موقع من طرف لمسات يدي. النموذج الأول يخلو من الألوان الزيتية،أما النموذج الثاني فقد شكلته وصبغته رغبة في تطوير ونقل ذلك الإنتاج الخزفي المستعمل لتلبية حاجات غريزية، إلى تلبية حاجات جمالية. وقد ارتأيت أن أتحرر من مشكلة انقراض صناعة الخزف في المستقبل فقمت بتوقيع فكرتي على صناديق خشبية، وذلك لأن مسألة محو الأمية لم تعد تترك للنساء الوقت الكافي لانتاج الأواني الخزفية، كما ان السوق تعرض به أواني الألمونيوم التي تفي بالغرض، وتلبي حاجيات المطبخ.وفي الحقيقة فإن صناعة الأواني الخزفية عملية شاقة جدا تصاحبها متاعب البحث عن الخشب الخاص لطبخ المادة، وما يكلفه نقل التربة ...الخ، إنها أصبحت تكلف المرأة الصانعة ما لايعود عليها بالأرباح وما لايساهم في تغيير وضعيتها المعيشية. لكن حبي لتلك المنتوجات، ولنساء بلدة "وادلو" الشاطئية، ولشاطئ وادلو، دفعني بفضل الله ورعايته إلى خلق صورة مبتكرة وأسلوب فني جديد،يرتكز على استخدام التوابل ومزجها بالصباغة، وقد تمكنت من إنتاج لوحتي الفنية على الخزف رغم أنه في يوم ما ستتوقف صناعته، و وتمكنت من إعادة تشكيل صناديق الخشب التي لا تنقرض إلا بانقراض الغابة. في إمكانكم مشاهدة نماذج عملي والتعليق عليها. أنا في انتظار تقييمكم وشكرا لكم مسبقا.