|
خيالٌ في خيالٍ في خيالِ |
أَيُغني عن خِرافٍ أو جِمالِ ؟ |
و عن لحمٍ على السَّفُّودِ يُشوى |
معَ "السَّلَطَاتِ" أو بعضِ "المقالي" ؟ |
دعانا " البُحتريُّ " إلى عَشاءٍ |
على يختٍ يُسافرُ في الخيالِ |
فلبينا نداءَ الحُرِّ نسعى |
إليهِ نَمُدُّ أسبابَ الوِصالِ |
رَكِبنَا " باصَهُ " اْلفخمَ امتثالاً |
كأصحابِ الفضيلةِ و المعالي |
أدارَ مُحَرِّكاً ، فإذا ببيتٍ |
على العجلاتِ يمشي باختيالِ |
مقاعِدهُ الدِّمَقسُ و كلُّ رُكنٍ |
كمثلِ الروضِ ينطقُ بالجَمالِ |
يُهامِسُ كُلُّ مَدعُوٍّ أخاهُ |
يقول أنا الأميرُ و لا أبالي |
و هل عاشَ الأميرُ خليَّ بالٍ |
كمثلي حين عِشتُ خَلِيَّ بالِ ؟ |
فلا ظُلمُ الرعيَّةِ قضَّ نومي |
و لا طَمَعُ الرعيةِ دَكَّ مالي |
و لا أمرُ السياسةِ كان يُغري |
كمثلي شاعراً عذبَ المقالِ |
أجلتُ الطرفَ حولي في هدوءٍ |
و في كفِّي عصيرُ البرتقالِ |
لعلَّ رُشَيفَةً تُشفي غليلي |
و تُطفئ داخلي نارَ السؤالِ |
هل الأشعارُ تُغني عن طعامٍ |
و هل دَفَعَت مصاريفَ العِيالِ ؟! |
و عند السِّلمِ هل كانت حريراً |
و عند الحربِ تصلحُ للقتالِ ؟ |
رأيتُ الصحبَ في نومٍ عميقٍ |
كنومِ العُربِ عن أهلِ الضلالِ |
و كيفَ يُفيقُ عربيُّ سَبَاهُ |
بريقُ التِّبرِ أو سحرُ اللآلي ؟ |
و لكنّ "الفراملَ" قد أرادت |
لهم غير المنامِ و لم تُبالِ |
فصاحَ " البُحتريُّ " بنا : وصلنا |
إلى الميناء حيث اليختُ غالِ |
بمليارٍ جلبتُ لهُ أثاثاً |
ستائرُهُ من النوعِ " الإطالي " |
كمثلِ القصرِ فوق الماءِ يطفو |
يشقُّ عُبابَ موجٍ كالجِبالِ |
بِهِ غُرَفٌ و قاعاتُ اجتماعٍ |
و تلفازٌ من "اليابانِ" جا لي |
و حاسوبٌ تأمركَ مثل قومي |
يُنَفِّذُ دونَ همسٍ أو جِدالِ |
كذا حال العروبةِ بعد مجدٍ |
أضاعوا بالخنوعِ و الامتثالِ |
و ما استوردتُ من أشياءَ إلا |
لأحفظ من ضياعٍ بعضَ مالي |
فقد سَلَكَت ضمائِرُنا طريقاً |
تُسَيِّرُهَا إلى سوءِ المآلِ |
و ذا يختُ "السلام" لكم مثالٌ |
و في غرقاهُ تدعيمُ المثالِ |
إذا التزييفٌ صارَ قرينَ غِشٍّ |
فيا ويلاهُ من يرثي لحالي؟ |
و صاحَ البحتريُّ : إلى طعامٍ |
هلمو يا رفاقي في النضالِ |
فقد أعددتُ من صُنعي غذاءً |
لكم بخُلاصةِ الرزقِ الحلالِ |
ذهبتُ لأرضِ عبقرَ أجتنيهِ |
فأهدتني قصائدَ كالزلالِ |
وضعتُ على خِوانِ الحُبِّ شعري |
غذاءَ الروحِ من نسجِ الخيالِ |