|
ألا هل لمثلي في الحياةِ مُجَـــرِّبا |
تـَــوَقّدَ جَمراً في الحَنــــايا فأوقدَ ؟ |
وفي ما يَرى الطرفُ المؤرقُ حيـرةً |
ثيــــاباً ثنــــاياها من الثلـج أبردََ |
سأروي لكم بالشعر ما لو شرحتُهُ |
إلى الصخر خِلتُ الصخرَ مِنهُ تَنَهّدَ |
قفا بي على باب الصـــــداقةِ أولاً |
ومِن ثَمّ نأتـــي بالبـَـــــقايا تعَـــدُّدَ |
إذا أنتَ أحسَنتَ النّوايا تَرَبّصتْ |
بكَ الشائنات السودُ أو نالكَ الرّدى |
تَمَـــطّى غـــروراً ثم أردفَ قــــائلاً |
"وإن أنتَ أكرمـــتَ الكـــريمَ تَمَرّدَ " |
فقلتُ لهُ لا بورِكَتْ حَسَــــــناتُكُم |
متى كان بين الاصــدقاءِ تــــوَدُّدَ ! |
إذا كان لا يَعنيـــكَ إلا امـــــتِلاكَهُ |
فلستَ من الطبــــع اللئيمِ مُجَــرّدَ |
ومَن ليسَ يرعى للصداقةِ حقـها |
من الـــــودّ إلا كـــان شـَراً مـؤكـدَ |
إذا أنتَ أحسَنتَ النّوايا تَرَبّصَتْ |
بكَ الشائنات السودُ أو نالكَ الرّدى |
وفاتنةٌ لما سَمعتُ حديثَــــــها |
تحـــركَ طبــــعي بالبــــراءة مُنـشـدَ |
فقالتْ كلاماً لا يليــــقُ بمثلها |
وشَطّتْ بأفكــــار الظنون إلى المَـدى |
تعالي نرى الاشياءَ رؤيا نقيّــةً |
ولا تصِفي اللـــــونَ الرماديّ أســــودَ |
وقلتُ لقلبي لا تَلمـــها وإنمــا |
لُمْ الشّكَ في بعض النفوس ِ مُعَـربدَ |
إذا أنتَ أحسَنتَ النّوايا تَرَبّصَتْ |
بكَ الشائنات السودُ أو نالكَ الرّدى |
وغِرٌ يرى الكرسيَّ سوطاً مُسلطاً |
وسهماً إلى قلبِ الأبيّ مُسَـدّدَ |
ترَفّـــــعَ لكنْ ما ترَفّـــعَ شيمــةً |
وتــــاقَ ولكنّ التُّــقـى منُهُ أبــعــدَ |
يظن احتــــرامي ذُلّةً لا تَواضُعـاً |
فعاثَ امتِهــــاناً للعبـــــادِ وأفســدَ |
ولَسْتُ لأخلاق ِ الوضيع ِ مُقَلِّـداً |
ولا لاكتِسابِ العيشِ بالذلِّ ناشـدَ |
إذا أنتَ أحسَنتَ النّوايا تَرَبّصَتْ |
بكَ الشائنات السودُ أو نالكَ الرّدى |
ومُـتـخِـذٌ خبثَ الثعالبِ مَسْلكاً |
يُراوغُ باسم الدين ِ أو يدّعي الهُدى |
ويحــلفُ أيــماناً غِــلاظاً تظنــهُ |
إلى الصدق ِ ميّـــالاً حليماً وراشــدَ |
نَزَعتُ قناع الزيف ِ عنـهٌ فهالني |
وقلــتُ ابن آوى في الشراكِ تقيّدَ |
ولكنني أهـدرتُ وقتاً مُثــمَّـــناً |
من العُمر حتــــى قلتُ حين تبــددَ |
إذا أنتَ أحسَنتَ النّوايا تَرَبّصتْ |
بكَ الشائنات السودُ أو نالكَ الرّدى |
الثياب: القلب |
(طائر الاشجان) |