ليلٌ تَلَعَثَمَ عُنُقُهُ بِلمعاتِ النُجومْ وأسترختْ أهدابهُ فطردتْ أطراف النهار إلى عَنْبَسَةِ الحلوكْ الذي طال أرجاء الكون ......ليزداد سواده وتتراكم سماكتهُ ــــــ هاهو يطولُ كل شئً بهذا الكون .......!.! ركامٌ بدأ يتصاعدْ طاردً
تَمَلمُل ذلك الطفل العاجز عن الصُراخ. !!! ليُشرقْ رحم الكون فتظهر الزفراتٌ بعد العبراتْ ....لتتجلى تلك المشيمةُ عن جبين ذلك الفارس ، وتتباطئ خطاه .....! ليصرخ الصغير بعد المخاض ويتنفس ...ويعطس الصبح ، ويُقبل البِشْرَ ، وتهب الأرَاِئِجْ
وتصيح الديكةُ معلنةً ميلاد يوم جديد ......! فتَتَثَائبْ الورود لتغازل الندى ، وتلين القشةُ لخُيُوط الصبح لتُعانق الطُيورُ حواصل القمح بجميلِ الحانها ......!، ويشُقْ الأذان صمت المدينة ..لتستعلي رائحَةٌ الزهور عتمة الغبار المُتَمَاحِل بين أكفْ
ذلك العجُوزْ...............!!
إنها وِلادة الصبح الذي انْتَثَل من كنانته خُيوط النور فساح بين تلك الروابيْ كمَنْدِليٌ بشعر أنثى عذراء ....!!
ساعةٌ أشبه ما تكون بِعِناقْ الأحبةِ بعد طول غيبه .........
إطلالةٌ تتحول معها الظلمةُ إلى نور واليأسُ إلى سُرُور ليداعِبَ الصبح زهور الياسمين فتَرتَعِشُ مِن ملمسِهِ وتلينَ .......أُنسٌ بطلتهِ ....فتنحَنيِ بين يديه مُعلنةً إستسلامهاْ ....، فتدمع الورود ليغسِل الرحِيقُ جوانبها الحانيه .......صفاءُ ......ونشوةٌ
كأن الصبح أصبح مجنونً .....يداعب النسمات برقته ...، والعبير بظله...
وفي خِضمِ هذا المِيلاد ..يُنجِبُ الكون أحلى الأطيابْ وأزكى العطُور التي لا يأتي بمثلها ..........!!! إلا من عرف نواميس الحياة وصاغها .. بقدرته ...وعلمه ..فتبارك الله أحسنُ الخالقين ْ ..
الجُمانُ بدأ يتلأ لأ بهمسات الإيمان وتدفقْ الإنشِراح عن ذلك الوجه الوضَاءَ .......هذه العطور ....، وذلك الحُبور ...لا يعرِفهُ
إلا ... الطارِقون ..الطارِدُون ..........؟!
هذا الصُبح هو اليسرين ..بعد العُسر ..، والفرجُ ...، بعد الكُربه ...والنور بعد الظلمه ..
فمهما طال ليلُك أيُه المهموم ....ومهما تأخر شفائُك أيه المريض ...فعلم أن اجنحة الرحمةِ أقربُ إليك من أنفاسِكْ وأن
نَشْوة الحُزن سيِحل محلها ...إنفِراجُ السرائِر ..لتتحول مرارةُ الدمعِ إلى .... بَرَدْ تلمسُ طعمهُ في شِفاهك وسَيَنْبسط الربيعُ
بين فراشاتِ وجهَكْ ..
يا من أدار ظهره للأمل !!! اعلم أن مع العسر يسرين ...وأن اللذ الشَرَابِ بعد الضماءْ ..
مابين غمضةِ عين وانتباهتها
يغير الله من حالٍ إلى حــــالِ
فا الصبر ..جبين العُقلاء ...وديدنُ الحكماء .........وطريقُ الأتقياء ..
وعدم الشكوى لغير الله ....مركِب ..الأُدباء ...فسَلِم أمرك إلى الخالق
تستغنيِ عن الخَلقْ ...فيرتاح خاطرك ...
ويقبل اليُسر ...إن مع العسر يسراً ، إن مع العسر يسراً ....
أيُه الشاكيِ اللياليِ
إنما الغِبطةُ فكــــره
فتهلل وترنمْ فا الفتى
العابِسُ صخـــــــــره
رُبما أستوطنت الكوخه
وما في الكوخِ كِسره
وخلت منها القُصور
العالياتُ المُشْمَخِره
إذا مستْ حصاةً
صقلتها فهي دُره