|
بقايا قصة |
لا تسلنا ما جنينا من بكانا |
أي حظٍ مازج الاحلام فينا |
أحال الخصبَ قفراً في رُبانا |
قد بنينا عالما منه ابتدا |
فجرنا ثم انطلقنا في هوانا |
تعزف الدنيا لنا الحاننا |
وتغني حيثما صارت خطانا |
كم عشقنا الليل إذ تُهنا معا |
ونسينا في مداه المطلعا |
فبدا الليل جميلاً رائعا |
فإذا الاحلام كانت أروعا |
فسكبنا في مآقينا الرضى |
ودنا البدر وكان المخدعا |
وغفونا في ارتخاء مستلذ |
فسهّرنا النجوم اللمَّعا |
يا لَعهدٍ فات من عمر الهوى |
مثل حلم دار حينا وانطوى |
كان فجرا شاعريّا باسماً |
فاض الهاما ووحيا ورؤى |
فيه فجرنا الاماني عذبةً |
سافرت عنا بعيدا في الفضا |
ثم عادت من جديد حولنا |
تحمل العهدَ القديمَ المُفتدى |
بزمان ثغره الشادي دعاني |
للهوى يوما فلبّاه افتتاني |
بفتاة عبقَريٌّ حسنها |
زنبقيُّ اللطفِ حوريُّ الأمانِ |
ناعمُ اللمس كحبات الندى |
كامل النسق كدقات الثواني |
مفرطُ الروعة سلابُ النهى |
ساحر البسمة مسكاب الحنان |
يا فؤادي ليت ما كان لنا |
لم يكن بل ليت أنّا ما عرفنا |
ذلك الحب ولا أحلامه |
ولياليه اللواتي قد سلفنا |
بين كأسٍ ومدامٍ رائقٍ |
وقصيدٍ دافقٍ يزدان فنا |
كل شيءٍ قد تولّى وانقضى |
غير جرحٍ في فؤادي ليس يفنى |
نحن لم نزرعْ دروب العشق شوكا |
بل ملأناها أزاهيراً ومسكا |
فلماذا نحصد اليوم نوىً |
وجراحاتٍ تدكّ العظم دكّا |
ولماذا تمتلي آفاقنا |
هكذا خوفاً وأوهاماً وشكّا |
ضاع يا قلبُ علينا حبنا |
كان بالأمس وريفا كان أيكا |
وتفرقنا ولكن يا ترى |
هل أنا حلمٌ محا مرُّ الكرى |
أم انا..أقصد من كان أنا |
لست أدري مَن أنا بين الورى |
كل ما أدريه أني مودعٌ |
لي بطيّات الليالي أسطرا |
عن بقايا قصة لملمتها |
بعثرتها الريح من فوق الذرى |