العدالة والتنمية... ألى أين
هل الاسلام اليوم دين ودولة أم دين ودول عدة ؟
وأي التجارب هي ألأقرب في تطبيقاتها الى المنهاج المحمدي المهيمن ؟
هل حكومة الخميني وولاية الفقيه التي رفضها أقرب فقهاء الملة نفسها آية الله ( النائيني ) ، أم حكومة السودان ، أم النموذج الماليزي ومهاتير محمد رائد التنمية فيه شاهد ، أم أن التجربة التركية الإسلامية وهي تقوم أساساً على المزاوجة (عمليا) بين علمانية أتاتورك وبين (فقه الواقع) في المنظور الإسلامي مع قدر كبير، من التطوير والتحديث ومواكبة متطلبات العالم الحديث؛ وفلسفة التجربة مكونة من شقين: العلمانية الأتاتوركية والإسلام المنفتح، ومعنى ذلك أن الفصل بين هذين الشقين يعني انهيار التجربة بالضرورة.
ولو فتشنا ثقافة الأخوان المسلمين فاننا سنلحظ انها تعتمد في أفكارها وحلولها وتجربتها، كونها حركة ترتكز على (الأممية)
ترى هل يصح تلقيح وتمازج النموذج التركي مع الفكرة الاخوانية ؟
يقول الكاتب (عبدالله خليفة) في مقال له تحت عنوان (جمال الدين الأفغاني) ما نصه: (الوحدة الإسلامية بالشكل العثماني تعني الحفاظ على هذا السجن الكبير للشعوب، وعلى الرابطة الدينية التقليدية، ومقاومة الظهور الحديث للشعوب والأمم بالشكل القومي، وبالتالي عدم تصعيد الوعي الديمقراطي الحديث).
ومعلوم أن مسرة الامام البنا كانت على خطى فكرة (الوحدة الإسلامية) وشيد أركان حركته بطابع (أممي)، وليس بطابع وطني أو قومي، وقاوم كل حركات (الوطنية) من هذا المنطلق، كما شن على (العلمانية) حرباً شعواء، واعتبرها لا تتفق البتة مع الإسلام.. يقول - مثلاً - وهو يرد على طه حسين حين نشر كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) ما نصه : ( الذي نخالف فيه الدكتور طه حسين، وغير الدكتور طه حسين، ممن يؤمن بفكرته هذه: ادعاء أن هذا التفريق بين (الدين والسياسة)، وبين الدين والقومية، وبين الدين والعلم، نافع لنا متفق مع تعاليم ديننا. هذه دعوى ينقصها الدليل النظري والدليل التاريخي، وتتنافى مع مصلحتنا ومقومات نهضتنا. والذي يريد أن يُجرِّد الإسلام عن معناه القومي، وعن معناه الثقافي، يريد بمعنى آخر ألا يكون هناك شيء اسمه الإسلام تؤمن به هذه الأمة وتدين به).
ومازال الإخوان يُـقدّسون أقوال المؤسس الشهيد، ويتداولون أفكاره،
يقول عبد المنعم سيد علي مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة: (لقد تعاملت الحكومة الإسلامية (المعتدلة) في تركيا مع الرغبة في التكامل مع أوروبا والغرب من خلال تعزيز (التقاليد العلمانية) في تركيا؛ والحدّ من نفوذ المؤسسة العسكرية وتأثيرها على السياسة الداخلية والخارجية والأمن؛ واتّخاذ خطوات جريئة في تحديث الدولة التركية. كما تقرّبت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان من أوروبا من خلال تحسين علاقة تركيا باليونان واتّخاذ موقف معتدل في المشكلة القبرصية).
ومعلوم أن من أهم أدبيات الإخوان، وبالذات سيد قطب تحديداً، إشعال جذوة العداء ضد الغرب، واعتبار أن الحضارة الغربية ما هي إلا (جاهلية القرن العشرين) حسب وصفه رحمه الله ، فهل تعتقدون أحبتي بمؤائمة بين هذه الحركة وبين الأخوان المسلمين أم هناك عوامل تنافر وتضاد ؟
وأنا هنا أثير الموضوع بغرض تسليط الضوء على واقع الحركة الاسلامية اليوم لاعادة صياغة كل المتون ومايهمني ( الفكرة ) فحسب ولا علاقة للموضوع بالشخوص ...
هل سينحسر تأثير حزب العدالة والتنمية ؟
أم ستنهض فكرة الاخوان ؟
سأترك ألاجابة قيد رؤيتكم أنتم ...