بين جمجمتين
رمضان عمر
رئيس رابطة أدباء بيت المقدس
/ فلسطين
تتسلل الحقيقة العابثة في عرف المقامرين الجدد من بين اشداق الموت المتراكم في حركته السيزيفية المتواصلة لتبدد بعض الأوهام المنسوجة في غرف التخطيط الالكتروني في تكسس او تل ابيب...
تتسلل هذه الحقيقة العابرة بعد ان نسجت لها في فيافي الغربة السياسية القاسية بعض الممالك المتوضئة بمسك الإيمان الأصولي المتجذر في ثقافة الربانيين الجدد.
تتسلل في ثوبها الدموي العبق بين جمجمتين نازفتين ؛لتقرا رقما عشريا في مفهوم الاستشهاد والبطولة... او ترسم لوحة قدسية بريشة العقيدة الاسلامية على صهوات الجياد من على ذروة سنام الاسلام لتسيح كما اراد لها الله لها ان تسيح عابرة حدود التاريخ الزمني الى حيث لا تاريخ الا بمفهومه الغيبي الازلي في منزل صدق عند مليك مقتدر ،،، هناك حيث الجلال الرهيب في قصة الوعد لا الوعيد في دنيا الخلود الابدي ...
وتستقر في اذهان اصحابها تلك الحقيقة القرانية التي غفل عن ذكرها المؤرخون ؛ لتبدد الوهم المتكلس في ذاكرة التلموديين بعد نصف قرن من الدجل الممنهج ...
وتختار لها بين الجماجم مربعا ارتضته ثقافة الإرهاب الرباني المزكى بعبق الجماجم المتراكمة في ميزان اعد فيه الوزن ميكيالا بالف على حد تعبير اللغوين الجدد في تقديم اللغات الهندو اوروبية على غيرها سوى العبرية التي قبلت العرض دون منطق التوجيه السياسي في قانون معاداة السامية الاثيم .
فاللغة المنطقية الفكرية لا يعتد بها في فصاحة الفعل اليهودي المتعالي على النصوص التجريدية لدى علماء اللغة الاقحاح الذين نظروا الى الاصل الانساني في التشكيل اللغوي بين النظرية التوليدية او التفكيكية وبين النظرية القرانية في تفسير النشاة اللغوية منذ ادم الذي هبط من السماء الى الارض ليشغل منصب الاستخلاف وفق قانون السماء : " قلنا اهبطو منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين " .
؛ فتولد اللغات بطريق التناقل النشط في تفسيراتهم المادية للتاريخ لا يقدم ولا يؤخر في واقع الحياة بين الاصل والفرع او بين الحقيقة والسراب .
لانهم لن يقبلوا بمبدا النظرية العلمية التي قد تصل بالطريق المباشر الى الحقيقة المنطقية لا النفعية وهنا تصبح المصطلحات اللغوية اسيرة التفسير الدلالي لماهية الدلالة لا لمنطوقها العقلي في دلالة الحرف اللغوي كما يرى التفكيكيون
. والا لتساوت التفسيرات الحداثية عند بودلير او التفسيرات البنيوية عند البنيوي الاول فريدنان دي سوسير مع بلاغة الصحراء القاحلة لدى مضر وتغلب او ان شئت لدى عمر بن العلاء والجرجاني ، وهي ايضا مرفوضة كي لا تتساوق وثقافة الاستسلام في منهج الحوارين من اتباع المسيح عليه السلام الذين قبلوا بمبدا التسامح الديني او في ذاكرة التفكير العربي المحض في تفسيرات اللغة المباشرة ؛ ذلك ان اسمى معالم التفسير عند العرب الفصحاء ( ان اللغة وعاء الفكر والفكر طريق السلام والسلام عدو الارهاب ..) وهذا مخالف للعقلية الاستعلائية التي عبر عنها رب الارباب في وصف منهج الاستعماريين عندما قال " لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علو كبيرا " ، علو الافساد والغطرسة ، القائم على اهلاك الحرث والنسل لا البناء والتميز الحضاري الفكري .
لكن العرين اللاهب في ادب التطرف المقدس على حد فهم البلاغيين لمفهوم المشاكلة اللفظية الذي يؤسس لثقافة الجماجم السخية في عتبات التحرر الوطني ؛ يقفز ليحدد مفهوم الفضيلة بين جمجمتين .. جمجمتين جف النزف فيهما بعد ان تدحرجتا على صقيع التفسير الميتا فيزيقي في قلب الحقيقة واستنطاق منهج التجريد الحسي في مذهب اصحاب الواقعية السياسية لبناء صرح وهمي لاكذوبة ( الحرب العادلة على الارهاب)
نعم تقف الحقيقة العادلة بين جمجمتين لتجلد الصمت المتناثر تحت رحى الاستعباد ، وتلعن كل شذى وهمي لا يعبق الا بوهم بلاستيكي صنعته مادية الاستفزاز في ثقافة المادين .. بين جمجمتين ناطقتين بفعلالحقيقة دون لسان كاذب او عقل مستعار او وعي مذاب في ماعون الخيانة ،، انها الحقيقة المجردة دون ارتباط بمدرسة التجريد عند النحاتين الذين يحاكون الحقيقة دون مسها ،ولعلهم بفعلهم هذا ينحتونها فتنخر دون ان تشف عن عبقرية الصدى الحتمي لم يحمله ما بعد الجمال الشكلي من معنى خفي ، اما الجمجمتان فتقرعان بعنفوان الحقيقة ذاكرة النسيان فلا تبقيان للصدى المتردد الا انعكاسات الحقيقة ذاتها ، الحقيقة المفعمة بعبق الجمال السحري في فطرة الخلق كما ابدعها الخلاق .
الحقيقة التي تنقلك الى عالم التحليل السياسي النشط وانت تمر عبر دجلة وجيحون لتعبر بك الذاكرة بين هذا وذاك الى التاريخ الممتد فتجد الجمجمتين المنشطرتين بسلاح واحد ، وعلى كل جمجمة بصمة العولمة في ثويها المتصهين
بين جمجمتين احداهما لفتى فلسطيني لم يركع الا لثرى الحقيقة وشيخ عراقي اذاب هجعة الليل بشدة الصبر تقف الحقيقة شامخة متالقة
متجلية كما ارادتها بداية التكوين الالهي قبل ان تكسى العظام لحما وتختلط الاكاذيب في تغيرات الدم الذاخل الى ذاكرة التفسير النفعي لذى اصحاب الواقعية السياسية في معسكرات التحالف الصهيو امريكي المقيت