المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فضل شبلول
صورة أخيرة للنيل
شعر: أحمد فضل شبلول
ـ مسافرٌ .. ؟!
وراءك النهارُ والبحارُ والطريقْ
ونسمةٌ كانت تداعبُ النوارسَ المهاجرة
وبسمةٌ تسابقُ الأحضانَ للحبيبِ والصديق
ودمعةٌ بالأفْقِ تلتحمْ
هل كنتَ تدري..
أن عصفورَ الودادِ يُشعلُ الظنون ؟
أو .. كنت تدري ..
أن زهراتِ البنفسجِ المكابرة
بكينَ تحت أسقفِ الحنين
وفوق خَدِّ الياسمين
فَرَقَّ قلبُ الطائرة
وأشْفَقَ المحرِّكُ الحزين
أن يدور
وهاجم المطارَ سربٌ
من وجوم
فأصبحتْ وجوهُنَا بلا ملامحْ
أكُفُّنا بلا أصابع
أقدامنا بلا خطى
فمَنْ إذنْ يصافِحْ ..؟
***
علا الشحوبُ كلَّ هذه الحقائب
وارتجفتْ في صمتِهَا ..
مقاعِدُ الوصولِ والرحيل
تحدثتْ أختامُ أوراقِ السفر
ولم يعدْ هناك وقتٌ للقمر
جفَّتْ على خدودِنَا المآقي
لم يبقَ إلا ذكرياتُ عمرِنا الطويلْ
وصورةٌ أخيرةٌ للنـيـلْ
فانطلقي يا طائرة
وأوقفي دموعَكِ المنهمرة
يا زهرةَ البنفسجِ المكابرة
وأنتَ يا عصفوريَ الوحيدْ
اخلعْ رياشَ هذه الحدودْ
وانقرْ شبابيكَ الوطن
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية