|
صهاينة ملاعيــن استخفوا |
بأشرف أمة تشكو انقسامـا |
نبـا بأصـولهـا أعتى عدوٍّ |
فشيـع في مبـادئها الجـذاما |
وأورث رأسهـا أصنافَ ذلٍّ |
وحلّ لنيل موطئهـا الحـزاما |
صهاينة ملاعيــن استباحوا |
من الحـرمات ما ينفي الحراما |
تنـادوا حين لامسهـم رذاذٌ |
تطاير إذ نوى الصخر اضطراما |
وداهمهم من الطلقات صوتٌ |
فسادَ الخـوف يقتحم الخياما |
ألا فاخلوا الديار وكل حصن |
وبيتوا في ملاجئكم ركـــاما |
لئلا يذبحوكم ذبح ضــأن |
متى وجـدوا لأمتهم نظــاما |
فجند الحق لا يخشــون موتا |
ولا تخشى كتـائبهم سهـاما |
همو رضعوا الشجاعة حين جاءوا |
إلى الدنيا وما عرفوا الفطاما |
صـدورٌ فاض فائِرُها دماءً |
وكسّـرَ غيظُ جامحِـها اللجامـا |
بنو صهيون يدعمهم لعـينٌ |
ويصبـغُ كيـدهم فينا اتـهامـا |
تـمادوا في إبادة أبريـاءٍ |
فمـا رحـمتْ بنادقهـم يتـامى |
وتعصـف بالْمساكن طائرات |
ترش الآمنـين بـها ضـراما |
وخستهـم تجيز دمار جسـر |
وتجعـل كل قائمـةٍ حطـاما |
يخـافون الفنـاء وهم لئامٌ |
ونرجو الْموت في شرفٍ كـراما |
يغـالي كيدهم في الناس ذعراً |
وينشُرُ ديننـا السّمحُ السلاما |
أمـا آن الأوان لجمـع شَمل |
يرد لأمـة الحـق احترامـا؟ |
فترفض ذلّها وتروم عــزّاً |
بحبــل الله تعتصم اعتصامـا |
ويَمسـح جهلَها الممقوت فكْرٌ |
وينشــر بين قادتها الوئامـا |
أمـا من باسلٍٍ شهـمٍ غيورٍ |
يجرّد للمجابَهــة الحسامـا؟ |
كبتّـارٍ يحزّ جــذور يأسٍ |
يفتّ الصّـخر يخترقُ الزِّحامـا |
أمــا من مرْسلٍ شُهُباً وبأْساً |
يُفَحِّمُ من توهّجــه العظاما؟ |
فـلا يبقي على الأعــداءِ طُرّا |
ويثـأرُ في ثوانٍ للأيـامى |
أمـا من صـانعٍ آلاتِ حرْبٍ |
تفُضّ بثقـلها هـذا الخصاما؟ |
فقـدْ بَلَغَ الزُّبى سيـلُ التّغاضي |
وضرّ بهائمٍ في الذلّ عامـا |
أمـا من عالم يفتي بفصلٍ |
فيـوقظ أمتـي ، يبري السقامـا؟ |
فهمـة أمتـي فترتْ وولى |
حـمـاس شبابنـا والفكر ناما |
وقـد طال اليراعَ هوى هِناتٍ |
فـأُشْربَ واثقُ الحبل انفصاما |
حَملـن لواء صهينة شعـاراً |
يردن بنيـل نصرتِها وسـاما |
أمـا من حرّةٍ تستـلُّ نصلاً |
وتنحـر غاصبا لَمس اللثـاما؟ |
فتنصـر دينهـا وتذيق وغداً |
وبـال مغـامرٍ ينوي اقتحاما |
عجبتُ لغافـلٍ يجْتَـرُّ ذُلاًّ |
ويرجو للطـواغيت احتكـاما |
وحيَّـرَ أَحْـرُفي كنزٌ ثَمينٌ |
نُـزَهَّدُ فيه حقـداً وانتقـامـا |
صراعٌ سـاكن بدَمي وروحي |
أُهـادنهُ فيـزدادُ احتدامـا |
يلاهبنـي، وقد صغتُ الأماني |
على تقصـير نوبتـه فدامـا |