|
يا مرحبا بكِ قد بلغتِ المُستقرّْ![](clear.gif) |
فترجّلي للأمنِ عن ظهر الخطرْ |
صدري لكل شجاكِ أوسعُ مِن مدى![](clear.gif) |
و أحنُّ مِن ليلٍ وأكرمُ مِن مطرْ |
أنا مَن تمطى في الأسى حتى ارتوى![](clear.gif) |
منّي و جُن جنونُهُ حتى انكسرْ |
أنا مَن تهجّى الهم حتى أصبَحَتْ![](clear.gif) |
حُرقي وآلامي مرافىءَ للبشرْ |
أنا حلم كل التائهين إذا انطفتْ![](clear.gif) |
أجفانهم سُهدا وملهم السفر |
أنا وعد كل مشرد عن حلمهِ![](clear.gif) |
عصرتني الدنيا وخبأني القدرْ |
أنا وعدك الأزليّ يا ليلى وقد![](clear.gif) |
آن الأوانُ فأيقظي ليلَ السّمَرْ |
فلقد مددتُ يدي فسافرتِ الصَّبَا![](clear.gif) |
وصَحَتْ سماءُ الوجد وانشقّ القمرْ |
عندي إليك رسائلٌ ما مسّها![](clear.gif) |
شوقٌ يُلحُّ ولم يدنسها نظرْ |
حضنتني الأمواجُ ليلةَ عقّني![](clear.gif) |
بحر الظنون وأخبرتني بالخبرْ |
قالت : ستطرقُ ذات بوحٍ بابكَ ال![](clear.gif) |
موتورَ مرهقةٌ تئنُّ مِن الحذر |
فافتح لها هذي الرسائل كلها![](clear.gif) |
واعرض عليها ما بهن من الصورْ |
فهي التي خُلقَت مِن الألق الذي![](clear.gif) |
ضيعتَ ذاتَ غوايةٍ بين الفِكرْ |
وهي التي كانت لنارك توأما![](clear.gif) |
منذ استقالتْ مِن مُداراةِ الشجر ! |
لا تتركي للماء أيّةَ فرصة ٍ![](clear.gif) |
لينال من هذا اللهيب المستعرْ |
فقد اصطفتنا الريح منذ هبوبها![](clear.gif) |
للجمر عنوانا وللفوضى مقرّ |
مَن قال : أن الحزن غير مباركٍ![](clear.gif) |
فيه وأن الدمع نعتٌ للخوَر ؟ |
نحن الذين إذا بكينا هيّأ![](clear.gif) |
الإنسانُ كوكبهُ لميلاد الظفَرْ |
وتحفّزَت كل المواسم وانتشى![](clear.gif) |
صدرُ المروج لها بأفواف الزّهَرْ |
وهل استقامتْ هذه الدنيا سوى![](clear.gif) |
بنزيف أعيننا الذي فيها انهمرْ ؟ |
أما النجاةُ فلا نجا مَن حادَ عن![](clear.gif) |
عصف الرياح وصد عن لفح الشررْ |
أنا ما نجوتُ ولو نجوتُ لما انحنى![](clear.gif) |
ظهري ـ على صغر ٍ ـ ولا ابيض الشعَرْ |
إياك أن تُلغي مواعيدَ اللظى![](clear.gif) |
أو تشطبي عينيك من وجع السهَر |
إياك ياليلى فتلك جناية ٌ![](clear.gif) |
كبرى وذنبٌ عندنا لا يُغتفر ْ |