|
سَلُـوا ذاتَ الْشَّمائلِ هـلْ تُراها |
تشُدُّ خِمارها كي لا أراها |
وقدْ علِمتْ بِما في القلبِ منهـا |
فبـانَ حَياؤها يُخْفي رضاها |
تُوَاري حُسْنهـا عنّي احْتشامـا |
وَتُبْطئُ إِنْ مَشَتْ هَوْناً خُطاها |
وَلَمْ أَرَ قَدَّهـا فأَلـوم عَيْنِي |
وأَعْتَبُ عنْ جَموحي كيف تـاها |
سَمعتُ لحرْفها جرساً ولحْنـاً |
فأحْكم َفي الهـوى أَسْري نَداها |
كَراحٍ صَبَّ نشْوَتَها بعَقْـلي |
لَطِيـفُ دَلالِهـا لا! بلْ غناها |
فدَيْتُ شَبابَها منْ حَـرِّ وَجْدٍ |
يُقَلِّـدُ أَمْـرَ خافِقِهـا ضَنـاها |
كَـتُومٌ تحْتمي بالحَكْيِ صمتاً |
ويُسْمَعُ في الكـلام صدَى نُهاها |
كَصَيّادٍ يُحَـدِّقُ في عُيُـونِ |
الْمَهَى حتـى إذا غَفِلَتْ رَمَـاها |
وسدَّد ظَرْفُها لِلصَّدْرِ سَهْمـاً |
فـعالجَ لحْظَـةَ التَّسْـديد آها |
فما سَمِعتْ زَفيرَ القَـوسِ أُذْني |
ولا ألقـَى النَّـذيرُ لَهُ انْتِباها |
أَقولُ متى يُسائِلُنـي عـذولي |
حبيبـةُ مُهْجتـي و دمي فِداها |
وإن كَتَبَتْ تُحَلِّي الحرف سِحْراً |
مليكةُ خافِقي سَلِمَتْ يـداها |
وكم نطقَتْ رَسائلُها ببوحـي |
فهلْ وهَبَتْ رَسـائِلها شِفـاها؟ |
أَخـافُ عَلَى مَحـاسِنِها لِسَاناً |
تُثـيرُ لظـاهُ غِيبَتَهـا اشْتِباها |
وإني للَّذي عشِقَ الْمعالـي |
ولنْ أَرْضَى النُّـزوحَ لِمـا سِوَاها |
فقلبـي للرَّشـادِ بِها قريبٌ |
ومـا أَبْغـي بِهـا إلاّ هُـداها |
وإن جنح الخيـالُ لبعضِ هزْلٍ |
أعَـدْتُ لخِيمةِ الجِـدِّ اتجاها |
وإنْ مَـرَّ اليراعُ بـذاتِ خِطْءٍ |
تجاهلَ كيفَ تُكْتَبُ أوْ مَحاها |
لِذاتِ الحُسْنِ أُفْصِحُ عَنْ مُرادي |
ويَطْلُبُ سِرْبُ أخْيِلَتِي حِماها |