عدت إلى ذات المكان الذي شهد يوما سعادتي وفرحتي الطفلية, تفقدت أشياء جميلة جمعتها من شاطئ الأشواق كانت زادي كي لا أحس بالزمن بعيدا عنك
صوتك الشادي صدح في وجداني وغرد فأحيا ما خلته انتهى وتلاشى
,أعيد قراءة ذاتي في أحرف بعثتها يوما حينما أضناك الشوق إلى همسات القمر
بحث جاهدة عن اسمي لم أجده اختفى ربما مازال هناك في دفاتر المدرسة حيث كنا أطفالا, وكانت يداك تمتد بغصن شجرة أخضر يانع لم أسألك يوما ماذا يمثل لك ذالك الغصن لكنني أرى اليوم الجواب ماثلا أمام ناظري, أصبح يعني لي الحياة بكل ما تحمله من الآلام وآمال أغصان نحن تحتاج للإرتواء تلتصق بالأرض وترنو إلى السماء, يومها لم أكن أحزن حينما تفارق الحياة الغصن الأخضر فيغدو بلون التراب !لأنني كنت أنتظر دوما آخر تمده يدك الصغيرة إلي, الأمر اختلف بات يحمل ألف معنى ومعنى, عيناك الصغيرتان لن تطلاّ من عالم الطفولة كي تسألا عن غياب القمر في النهار وظهوره بالليل وعن الحياة والموت, وأشياء كنت أجهلها فأبتسم بسذاجة وأردد:
سأسأل أمي وأحمل إليك الجواب ....
كنت أحس بأن لك قلبا رقيقا أرى الدموع في عينيك تتجمع كقطرات مطر كلماأشار إلي المعلم أن اجلسي, لا تركضي مع الأطفال في حصة الرياضة..
فاحتمي تحت ظل شجرة من شعاع الشمس الحارق وأتسلى بالنظر إليكم, كنت تتظاهر بالتعب أحيانا فتجلس بقربي للحظات وعندما ينهرك المعلم تلوح لي بابتسامتك العذبة أن افرحي وافتحي قلبك للحياة كفراشات الربيع الحلوة, تمطرني بنظراتك الضاحكة فأبتسم..
تدري , مازالت صورتك البهية تطل من شرفة الطفولة السعيدة, تتسابق بمرح إلى حقيبتي فتخطفها من بين يدي وتحملها ككل مرة وتصر على أن توصلها إلى البيت ,أسعد برفقتك وبدفاعك عني حينما وبمزاحك ومرحك عند وصولنا إلى البيت تستقبلك أمي بالحلوى وتودعك بالدعاء ..
ياالله, كم توالت الليالي والأيام وكم علا الغبار ذكريات الأمس الحبيب, لكنه لم يمحُها أبدا من مخيلتي ستظل تتمتع بالحياة في كل موسم دراسي جديد, أخذتك الأيام بعيدا واختفيت من سنوات عدة ربما فقدت ملامحي وامتزج صوتي مع الآف الأصوات! وانزوى مرحي بعيدا عن ناظريك لكنني, أدرك أنها ذكريات عذبة متى أتيحت لها الفرصة قفزت إلى السطح كي تعيش من جديد ولو للحظات..............
حسنية تدركيت .