|
أُغْنيةُ الهَوى |
إمَّا أَراكِ السَّعدُ حَلّ |
واللَّيلُ أشرقَ بدرُهُ |
وبَدا سَناهُ على الطَّللْ |
والنُّورُ يَسري كاللُّجيـ |
ـنِ بَرى هَواي من العِلَلْ |
والعَينُ تَسبحُ في الرُّؤَى |
حُلُمٌ يَفيقُ على وَجَلْ |
يا أُنْسَهَا بمَنَاظِرٍ |
فَيحاءُ ورَّدَها الخَجَلْ |
يا حُسنَ جَنَّاتٍ بها |
وبُرودَها أزْهَى الحِللْ |
مَاءُ الحَياةِ سِقَاؤها |
عَذبٌ ومرشفهُ عَسَلْ |
وصَدَى النَّشيدِ بَلابِلٌ |
فكأَنَّهُ نَادي الزَّجَلْ |
للعُشِّ تَشدو والرُّبا |
للظِّلِّ بالدَّوحِ انتَقَلْ |
لليَاسَمينِ مَصَاطبٌ |
للأُقحوانِ وسَكْبِ فُلْ |
لقَشيبِ روضٍ حَالمٍ |
بُسُطُ الجَّمَالِ من الأزَلْ |
فالحُبُّ عِشقٌ سَافرٌ |
مَا مَلَّ من رَشفَ القُبَلْ |
مَا كَلَّ من وجْدٍ بهِ |
للقَدِّ في سَهمِ المُقَلْ |
فأَرَى الفُؤَادَ مُرَفرفاً |
والنَّفسُ تَرْقُصُ كالحَجَلْ |
والصَّدرُ يعزِفُ جَوْقَةً |
والقَلبُ طَارَ إلى زُحَلْ |
والرُّوحُ نَشْوى دَمْعُهَا |
كالمُزْنِ بالقَطْرِ انْهَمَلْ |
للبَاذِخِ الرَّاسي الأَشــم |
لشَامِخِ الرَّأسِ الجَبَلْ |
لدمشقَ أُغنِيَةُ الهَوى |
للمَجدِ والتَّاريخِ طَلْ |
للمَسجدِ الأُمويِّ حَــلَّ |
قَ في فَضَاءاتِ الأولْ |
أتُرَى سَيُسعِفُني المَدى ؟! |
أم أنَّ في عَقْلي خَبَلْ |
أَيـُرى الخَيالُ حَقيقةً ؟! |
أمْ مَا أَراهُ سُرَى الحِيَلْ |
لَمعٌ كبَرقٍ كَاذبٍ |
وشُخُوصُهَا أهْلُ الجَدلْ |
أمْ مَا أرَاهُ بأُمِّ عَيـ |
نـيَ من تَباشيرِ الأَمَلْ |
فبعَودَتي ألقَى المُنَى |
بأحبَّتي العِقدُ اكْتَمَلْ |
والشَّوقُ يَسبُقُ لحظُهُ |
والوَجْدُ قبل الغَيثِ طَلْ |
للأرض والوَطنِ الَّذي |
يَرعى بَنِيهِ كما الدُّولْ |
فَعَسَاهُ يبدو وَاقعاً |
لأخوضَ في بحرِ الغَزلْ |
ومَراكبي تَشدو هَوىً |
تَمضي تَخُفُّ على عَجَلْ |
لتحطَّ في بَرِّ الأَمانِ |
بحُضْنها البُشرى تَهُلْ |
فالشَّامُ بَارَكها الإلـ |
ـهُ وفي حِمَاها نَسْتَظلْ |
وجَدَائلٌ كجِنَانِ خُلـ |
ـدٍ والعُيون بها نُعَلْ |
وعلى جُفونِ مَدينتي |
أغْفُو وإنْ حَانَ الأَجَل |
د.محمد إياد العكاري |
|