ثلاث رجال، كان كل واحد منهم يدفع عربته المحملة بالأواني الخزفية-أباريق/ قصع/صواع، وكان عليهم عبور سلسلة جبلية.. كانت الجبال عالية ووعرة ..وكان على الرجال الثلاثة تتبع طريق المعز المحاطة من جهة بشاطىء صخري هائل ومن جهة أخرى تغوص في واد بدون عمق.. هذا المجرى الوعر جعل السير جد بطيء.. وفي الوقت الذي تسلق فيه الرجال الثلاثة بعض المئات الأمتار، صدم أحدهم عربته بإحدى الصخور، فانتثرت محتويات العربة وتكسرت إلى ألف قطع صغيرة.
والأوفر حظا من الأول هو الرجل الثاني، إذ تمكن من الوصول إلى وسط الجبل، وهناك - وللأسف- لم يتمكن من تجنب الاصطدام بصخرة، فوقعت كل محتويات العربة على الأرض وتكسرت أيضا.. وحده الرجل الثالث استطاع أن يبلغ قمة الجبل.. وحين وصل صاح متعبا: " أخيرا وصلت.." وفي اللحظة التي تنفس فيها الصعداء، انقلبت العربة وتكسرت كل محتوياتها إلى آلاف القطع الصغيرة..
وجد الرجال الثلاثة أنفسهم في وضعية متماثلة، ولكن بؤس حالهم لم يجعلهم ينهزمون، فجلسوا على قمة الجبل يتحدثون عن مغامرتهم، فصرح الأول قائلا:" لاجدل في أني أسوأ فلاحي الجبل ..لكنه لا نقاش في كوني وفرت أكثر قدر من القوة..لهذا في النهاية انسحبت أفضل الجميع."
وصرح الثاني قائلا:" ليس علي أن أشتكي، فأنا لم استهلك إلا نصف قوتي ووصلت بفضل ذلك إلى نصف الطريق ولم أفقد شيئا. "
وصرح الثالث قائلا:" بالتأكيد فقد استهلكت كل قوتي، ولكني أشعر بالإنتصار لأني الوحيد الذي استطاع الوصول إلى قمة الجبل."
بعد تبادل وجهات النظر هذه وصلوا إلى النتيجة التالية:
نحن الثلاثة كسرنا أوانينا الخزفية، ولكن كل واحد منا وجد مبررا للمواساة.
هنا قطعوا حديثهم، ثم دفعوا عرباتهم الفارغة وأخذوا طريق العودة فرحين.
ترجمته عن نفس المصدر المذكور في الحكاية التي تحت عنوان " فرادة فأر" المنشورة في نفس المنتدى " واحة ادب الطفل". الصفحة 94-95-96