أختي الرائعة فاطمة:
سعدت جدا بمشاركاتك الجميلة
تابعي أختاه بحق انني أتعلم منك الكثير
لك حبي والف باقة ورد
لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
أختي الرائعة فاطمة:
سعدت جدا بمشاركاتك الجميلة
تابعي أختاه بحق انني أتعلم منك الكثير
لك حبي والف باقة ورد
اليك نبذه عن ما كتبه المفكر البلجيكي ريمون تروسون عن روسو في
الجزء الاول من الكتاب يحمل العنوان التالي: المسار الصاعد نحو المجد. وفيه يروي المؤلف قصة السنوات الاولى لروسو بدءا من ولادته في مدينة جنيف وانتهاء بنشره لنصوصه الاولى التي عرفت الناس به مرورا بهربه وهو صغير من جنيف في احدى الامسيات وهيمانه على وجهه في احضان البراري غير مبال بالمخاطر.
واما الجزء الثاني من الكتاب فمكرس للنصف التالي من حياة روسو، اي بعد ان اصبح شهيرا جدا وملاحقا جدا ايضا. ولذلك فهو يتخذ العنوان التناقضي التالي: الحداد الساطع للسعادة. صحيح انها سعادة ان تصل الى المجد بعد ان كنت مغمورا او في الحضيض. ولكن ثمن هذا المجد كان غاليا، بل واغلى مما كان يتصوره روسو. من هنا كلمة الحداد المربوطة بالسعادة.
الفصول الاخيرة من الكتاب تحمل العناوين التالية: روسو يدخل في متاهة لا اول لها ولا آخر، روسو مشردا تائها من مكان الى مكان، النضالات الاخيرة او الصراعات الاخيرة لجان جاك روسو، روسو يستسلم للمقادير ويقول: لتكن مشيئتك يا رب! موت جان جاك روسو، اندلاع الثورة الفرنسية التي رفعت كتاب العقد الاجتماعي الى اعلى مرتبة فأصبح انجيل الثورة، انتشار صوره في كل شوارع باريس على ايدي الثوار والطبقات الشعبية بعد ان كان ممنوعا في حياته ان يقيم في العاصمة الفرنسية او ان يظهر بشكل علني امام الناس، نقل جثمانه الى مقبرة العظماء (البانتيون) حيث لا يزال يرقد حتى هذه اللحظة الى جانب غريمه اللدود: فولتير... كل هذه الفصول والفقرات تتوالى وراء بعضها البعض على هيئة رواية شبه بوليسية شديدة الاثارة والامتاع.
سوف اتوقف قليلا عند صفحة واحدة يتحدث فيها ريمون تروسون عن عودة روسو الى ذلك البيت القديم الذي شهد لحظات السعادة الوحيدة في حياته بعد ان هرب من جنيف، وهو في السادسة عشرة من عمره. من المعلوم انه كان يلعب خارج المدينة هو وبعض رفاقه او ابن خاله بالاحرى. وعندما تأخرا في العودة كانت المدينة قد اغلقت ابوابها فقرر الهرب هائما على وجهه وعدم العودة اليها ابدا. والواقع انه لم يكن ينتظره احد على عكس ابن خاله: فأمه كانت قد ماتت منذ زمن طويل، بل واثناء ولادته، وابوه تزوج.. وبالتالي فلماذا يعود؟ والى اين؟ لماذا لا يركض في البراري المحيطة بجنيف مثلا بحثا عن بيت آخر، عن دفء آخر محتمل. وهذا ما كان، فقد شاءت الصدفة ان تقوده قدماه الى بيت تلك المرأة التي ستصبح أمه بالفعل: اي مدام دو فارنس. فقد استقبلته بعد تردد في البداية، وآوته.
المهم انه في بيت هذه المرأة التي خلّد ذكراها في الاعترافات بصفحات يبلى الزمن ولا تبلى وجد روسو لاول مرة معنى الحنان المنزلي والحب. وعاش اياما سطعت شمسها طويلا قبل ان تغرب. وهذه المرأة التي لم تكن تقربه بأي شكل هي التي يدعوها في الاعترافات بكلمة: ماما.
فأمه الحقيقية لم يتح له ان يتعرف عليها الا من خلال الذكريات التي حكوها له عنها والتي ذكرها في بداية الاعترافات بشكل مؤثر وشبه اسطوري. وبالتالي فعندما يذكر كلمة ماما في كتبه فإنه لا يقصد أمه الحقيقية وانما هذه المرأة التي تعرف عليها وهو في السادسة عشرة من عمره والتي تدعى مدام دوفارنس. ومعلوم ان آخر نص كتبه ولم يكمله (لأنه مات بشكل مفاجئ) كان مكرسا لها، مهدى لذكراها..
ولكن ظروف الحياة اضطرته الى تركها بعد عيشة بضع سنوات لكي يذهب الى العاصمة ويجرب حظه في باريس: مدينة الوصول والشهرة. ثم كان ما كان وانقطعت الاخبار وماتت مدام دوفارنس دون ان يراها. او قل انه راهامرة واحدة قبل موتها بسنوات طويلة وكان قد اشتهر واصبح رجلا اخر. وها هو الآن يعود الى البيت الذي احتضنه وانقذه من هلاك محقق. ها هو الآن يعود على خطاه، الى البيت القديم، واذا بالذكريات تنفجر في وجهه دفعة واحدة.اذا بها تنثال وراء بعضها البعض كفلم سينمائي.
ها هو يعود الى البيت الذي شهد ملاعب صباه وسنوات الفتوة الاولى، البيت الذي كان عامرا بحضور تلك المرأة المشرقة كالشمس. ها هو يعود وقد شاخ واصبح مريضا، مظلما، منهكا من كثرة المناورات والمؤامرات التي تحاك حوله. ها هو يعود وقد اثقلته الهموم وضاقت في وجهه الارض. ولكن بعد خمس وعشرين سنة يكفيه ان يغمض عينيه ولو قليلا لكي يرى) ماما( وهي تركض وراءه في البراري لكي تقبله.
يكفيه ان يغمض عينيه لكي يرى كل الحياة السابقة تتفجر حية كما كانت. ولكن ينبغي عليه أولا ان يذهب الى المقبرة لكي يزورها لكأن صوتا داخليا يناديه: بالله عليك اذا مررت بتلك النواحي القصية، ورأيت ذلك القبر المهجور الذي امَّحت آثاره او كادت ونبتت فوقه الاعشاب البرية حتى غطته، بالله عليك عرج عليه قليلا، انحني فوقه، وقبل عني التراب! وهكذا كان، فبعد ان زار البيت القديم وطاف حوله عدة مرات، بعد ان القى نظرة على البراري المحيطة وهي فاتنة الجمال بين فرنسا وسويسرا، صعد فورا الى مقبرة الفقراء حيث دفنوها على عجل. وهناك انبطح على القبر وراح يقبله ويمرغ وجهه فيه ويبكي حتى ليكاد يسمع نشيجه عن بعد.. هناك انحنى على القبر لكي يحتضنه بكلتا يديه.
راح يكفر عن ذنوبه لأنه لم يستطع ان يشهد موتهاو لم يساعدها في اواخر حياتها قبل ان تموت.. وراح يتذكر: آخر مرة رآها كانت قبل بضع سنوات من موتها، وكان عائدا من باريس بعد فراق طويل وبعد ان اصبح مشهورا، ولم يكد يتعرف عليها في البداية من كثرة ما تغيرت وتدهورت.. واحس بالرعب وهو يسلّم عليها. واحست هي بالفرح ولم تكد تصدق عينيها. لم تكد تصدق ان هذا الطفل المجهول الذي تعرف كل نقاط ضعفه واحدة واحدة والذي جاءها يوما ما مشردا تائها قد اصبح جان جاك روسو! كانت فخورة به ومذهولة في ذات الوقت. وكان هو ينحني عليها، يقبل يديها..
ثم راح يسأل الجيران عنها وعن اخبارها.. وعرف بأنها افتقرت جدا في اواخر حياتها بعد ان كانت عزيزة، بل ومضيافة تفتح بيتها للقريب والبعيد. وادرك عندئذ ان اعداءه ضربوا هنا ايضا... لقد ارادوا ان يذلوه باذلالها. وقد نجحوا.
هذه العودة على الماضي كانت ناعمة، يقول ريمون تروسون، ولكنها سحقت قلبه سحقا. فالماضي لن يعود. وتلك المرأة الشقراء الجميلة التي استقبلته يوما ما من عام (1728) وفتحت له بيتها لم تعد هنا لكي تملأ الدنيا بحضورها. وفي قبرها لم يدفن جسدها الغالي فقط، وانما اجمل سنوات شبابه.
منقول من "جان جاك روسو.. مفكر في زمن الملاحقات،هاشم صالح
لا احد يفهم المجانين الكبار ..
و "روسو" من اكابرهم .
ما اسعدني بهذا الموضوع يا سحر . فمثله ما يستحق ان ينفق فيه الوقت.
تحيات مجنونة .
عـاقــد الحــاجبــين
http://m-diri.maktoobblog.com
العزيزة فاطمة
ذكرتني كلماتك هذه بالتاوية،(التاو)احدى اهم المصطلحات الفلسفية الصينية ومعناها الطريق او المنهج او اسلوب الحياة.
اما لماذا تذكرتها..؟
فالسبب هو روسو عندما انتهج طريق العزلة..وامتنع من الاختلاط بذلك المجتمع الارستقراطي..المليئ بالطبع بكل ما تقشعر منه النفس،انتهج اسلوب التاوية.. فهولاء عندما وجدوا ان الكونفوشية والموهية بالرغم من انهما فلسفتان فعالتان الا انهما اهتمتا فقط بفنون الحكم في دولة المدينة وبالاخلاق الاجتماعية،فانها لاتعد سوى فلسفات دنيوية،فانتهجت التاوية فلسفتها الداعية الى الطمأنينة والسكينة واتخذت من الارياف والطبيعة نقطة انطلاق لها.
المهم هنا..والسؤال الذي يثير نفسه..ترى عندما تجابه فلسفة ما..في مجتمع ما..بالعنف والرفض من قبل الاجتماع نفسه,,ماذا على اصحاب الفلسفة ان يفعلوا تجاه ذلك..؟
و..اذا ما رفضت فلسفة ما..فهل يصح لها ان تنأى ركنا قصيا..؟
والفلسفة التي هي الحرية..والحرية التي هي الانسان..دائما تواجه ما هو يقيد حركتها..فهل الاكتفاء بالعزلة حل..؟
تقديري ومحبتي
جوتيار
أخي الكبير معاذ:
لكم سعدت بك
شكرا لعطرك الفاخر
تقبل خالص شكري وتقديري وباقة ورد
نعم نجدهم..وان كانوا عاشوا قبلنا بسنوات قليلة.
فمثلا...(سارتر....وكامو...وقبل ما نيتشه..وووو)
هولاء عاينوا موجدهم الحقيقي من خلال ملامستهم الواقعية للواقع.
بغض النظر عن ان كانت فلسفتهم مقبولة ام مرفوضة.
تقديري
جوتيار
فاطمة ،جو ..شكرا لكما
أخي جو ما رأيك بـــ " نتيشة "؟؟؟
هل لك أن تزودني به ؟؟
سأكون ممتنة
لك خالص شكري وباقة ورد
فريدريك نيتشه
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
فريدريك فيلهيلم نيتشه (15 أكتوبر ، 1844 - 25 أغسطس، 1900) فيلسوف ألماني ، عالم نفس،و عالم لغويات متميز. تميز بشخصية عدوانية جداً، و كونه ناقدا حادّا للمبادئ الأخلاقية،و النفعية، و الفلسفة المعاصرة ، المادية، المثالية الألمانية، الرومانسية الألمانية، والحداثة عُموماً. يعتبر من بين الفلاسفة الأكثر شيوعا و تداولا بين القراء . كثيرا ما توصف أعماله بأنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية الفلسفية و العدمية و معاداة السامية و حتى النازية لكنه يرفض هذه المقولات بشدة و يقول بأنه ضد هذه الإتجاهات كلها .
في مجال الفلسفةِ والأدبِ، يعتبر نيتشه في أغلب الأحيان إلهام للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة.
روج لافكار اللاعقلانية والعدمية، استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل ايديولوجي الفاشية.
فر يدريك نيتشه ، "1844-1900م"1260-1318هـ" ، فيلسوف الماني ملحد ..
حياته
كان أبوه قساً بروتستانتيا, وكذلك كان جده, توفي والده وهو طفل,فتولي تربيته نسوة العائلة, فنشأ مدللاً رقيقاً حساساً, مما جعله محل سخرية زملائه في الدراسة, مما دفعه للبحث عن وسيلة تجعله خشناً صلباً, وتخلصه من الطابع الأنثوي الذي نشأ به, وكان سبباً في كونه محطاً لسخرية الآخرين. ولعل رد الفعل هذا له أثره في جنوحه- فيما بعد- إلى مذهب القوة والعنف والقسوة الذي كان طابع فلسفته. كان ابن قس, وحفيد قس, وأراد في حداثته أن يكون قساً, فنشأ على التزام بالنصرانية ديانة آبائه, وكان كثير القراءة في الإنجيل النصراني, وكان يقرأه على زملائه بصورة مؤثرة تجعل الدموع تجري من مآقيهم, حتى أطلق عليه الجميع في هذه الفترة اسم " القسيس الصغير " . لكن هذا القس الصغير لم يلبث وهو في سن الثامنة عشرة أن فقد إيمانه بالنصرانية و كفر بها, ودخل في مرحلة من الشك والحيرة خرج منها كافراً بكل شيئ, ناقماً على كل شيئ, ولم يرجع إلى الدين ثانية, بل اندفع في طريق الإلحاد حتى نهايته, فأعلن موت الآلهة, ثم اتخذ من " السوبرمان " الإنسان الأعلى- كما يسميه- إلهه ومعبوده, وأمضى بقية حياته يبشر به, ويرسم الطريق للإنسانية كي تصل إليه . - درس بجامعتي " بون وليبزج" بألمانيا, حتى حصل على الدكتوراه, ثم عمل بجامعة "بال" بسويسرا أستاذًا لفقه اللغة ((1869 م )) ثم مرض وزادت علته, حتى اضطر إلى التدريس (( 1879م ))والعيش على ((معاش)) تصرفه له الجامعة . وبعد ذلك بعشر سنين انتهى به المرض إلى الشلل الكلي والجنون , وتولت أخته رعايته , حتى لفظته الحياة , كما يلفظ البحر جيفه عكرت بنتنها ماءه الصافي , لكنه خلف وراءه فكرا ضالا ركبه اليهود ليصلوا من خلاله إلى الكثير من أهدافهم الخبيثة , مما جعلهم يشيدون به وبأفكاره في بروتوكولا تهم ومجامعهم.
مؤلفاته
لنيتشه مؤلفات كثيرة أهمها :
• أصل المأساة "1872م". وهو دراسة للثقافة اليونانية من خلال القصص والروايات أو "الدراما" .وفي هذا المؤلف الذي يطلق عليه أحياناً "نشأة التراجيديا" فضل القوة الجسدية, على الفكر الذهني الذي جاء به سقراط ومن بعده.
• إنساني مجاوز للحد " 1878". وفيه تحدث عن الانتخاب الذاتي, وضرورة أن يعمل الإنسان على أن يتجاوز نفسه إلى كائن أعلى منه, والذي سماه فيما بعد: "السوبرمان".
• المسافر وظله"1880م". وفيه بين أن المشاعر الخلقية من الشفقة والرحمة والعدل والتواضع, إنما هي عوامل مضللة, تناقض التفسير العلمي للأشياء, وتعوق مسيرة التقدم لدى الإنسان, وتعرقل الوصول إلى الإنسان المجاوز للحد "السوبرمان".
• الفجر"1881م".
• المعرفة المرحة "1882م".
• هكذا تكلم زرا دشت"1883م". وهذا الكتاب هو أهم مؤلفاته, ألفه في أسلوب أدبي شعري, ووضع فيه خلاصة مذهبه من جانبيه: السلبي الذي تمثل في نقد الدين والقيم والأخلاق, ومحاربة فكرة الوطن والقوم والأمة وكل شيئ موروث, ثم الإيجابي الذي يتمثل في الدعوة إلى الصراع ضد الدين والقيم, والعمل على تحقيق الإنسان المجاوز للحد من خلال التطور الذاتي, وقد جعل بطل هذا المؤلف ينطق بكل ما يريد نيتشه, فكان نيتشه يلقي بآرائه الفلسفيه من خلال "زرا دشت" هذا.
• فيما وراء الخير والشر"1886م". وفيه يكرر أضاليله حول القيم, ويقرر أن القوة والجبروت هو الخير, وأن الضعف والتواضع شر .
• في أصل الأخلاق"1887م". تكلم فيه نيتشه عن الفضائل والقيم, وقرر أنها تزييف للواقع, وتكلم- تحديداً- عن الزهد, ووصف الزاهد الذي يحتقر القوة والعنف بأنه مخادع.
• إرادة القوة "1901م" نشر بعد هلاك نيتشه.
• غروب الآلهة "1989م" وفيه يعلن نيتشة أن الآلهة قد ماتت, كما كان قد قبل ذلك, ويطالب الإنسان بأن يخرج الآلهة من قلبه, ويقبرها في حفرة عميقة, يضع على بابها حجر ثقيل, حتى لا تخرج ثانية فتفسد حياة الإنسان.
• هذا هو الإنسان"1908م" وقد نشر- أيضاً- بعد هلاك المؤلف. وفي هذا الكتاب يبشر" نيتشه" بإنسان جديد يتجاوز الإنسان العادي ويفوقه من حيث القوة والقسوة, يعيش حياة المغامرة والحرب والعنف, وتتحد فيه إرادة الحياة مع إرادة القوة, بحيث يصيران شيئاً واحداً, فالحياة هي القوة, والقوة هي الحياة .
مفتاح شخصيته
يبدو أن شخصية هذا الفيلسوف لا تفهم إلا من خلال ردود الأفعال التي انتظمت فكره وسلوكه وشئونه الحياتية كلها. وردود الأفعال إنما تكون- غالباً- تفسيراً لسلوك نوعين من الناس متضادين. الأول:
إنسان ضعيف الشخصية, ضحل الإمكانات الذهنية, قليل الثقة بنفسه, فهو حين يحب أن يظهر نفسه, ينتظر ليرى الناس يفعلون شيئاً, ثم يفعل هو نقيضه أو ضده. ليؤكد ذاته, وليلفت الأنظار إليه, متخذا من المثل القائل:" خالف تعرف " منهج حياة, وقاعدة سلوك.
الثاني:
على النقيض من الأول, حاد الذهن شديد الذكاء, قوي الثقة بنفسه, مفرط الكبر والغرور, يرفض التقليد والتبعية لأي شيئ ولو كان الدين, حاقد على الآخرين, ماقت لكل شيئ, ناقم على الحياة والأحياء, سعادته كلها في مخالفة الآخرين, ورفض آرائهم وتسفيهها. وقد كان " نيتشه" يمثل النوع الثاني شر تمثيل. فقد كان من أسرة متدينة, على صلة وثيقة بالنصرانية والكنيسة, والوظائف الدينية, حيث كان أبوه قساً, وكذلك كان جده, وقد أعده أهله ليكون قسيساً, وبخاصة لما لاحظوا فيه من ضعف صحته, ورقة إحساسه, وميله إلى العزلة. لكن الرجل اندفع إلى الاتجاه المخالف المضاد, فلم يكتف برفض الوظائف الدينية, بل رفض النصرانية نفسها وكفر بها, بل إنه لم يكتف في ردود أفعاله بهذا, وإنما جعل من أهداف حياته مهاجمة النصرانية ومحاربتها, وبيان أباطيلها, وكشف مفاسد رجالها, بل إنه حارب الدين كله, ولم يفرق بين حق أو باطل. كذلك كان الفيلسوف عليل الصحة, ذا بنية جسمية ضعيفة, ثم مرض مرضاً شديداً فزاد ضعفاً على ضعف, ولقد خلف له المرض آلاماً حادة في الرأس وفي المعدة, وفي العينين حتى تركه شبه أعمي , ولقد لازمته تلك الآثار المرضية طوال حياته. ومرة ثانية نصطدم بردود الأفعال لدى " نيتشه" فبدلاً من أن يسير سيرة فكرية تناسب حالته تلك, فإنه يندفع إلى الاتجاه الضد,فيعيب الضعف والضعفاء, ويمجد القوة والأقوياء, بل إنه ليدعو المرضى والضعفاء إلى قتل أنفسهم انتحاراً, تطبيقاً لمبدأه الذي يقول فيه : "مت في الوقت المناسب", أما في حال عدم استجابة الضعفاء والمرضى لدعوته تلك وانتحارهم ، فإنه يدعو الأقوياء إلى أن يقوموا بهذه المهمة نيابة عن الضعفاء ,فيقتلونهم, حتى يخلو المجتمع مما يعوق تقدم الإنسانية إلى تحقيق " الإنسان المجاوز للحد ". وقد كانت حياة الرجل بما فيها من مرض وضعف وآلام, ليس أقلها إصابته بالشلل, وضعف البصر الشديد, وآلام الرأس والمعدة, كانت مثل تلك الحياة من شأنها أن تجعل صاحبها متشائماً يائساً قنطاً, وبخاصة لرجل مثله لا يؤمن بالله- سبحانه- ولا يؤمن بيوم آخر يكافأ فيه على صبره واحتسابه من ربه. . كان ذلك هو المنتظر من ذلك الفيلسوف الذي جمع بين الخستين: المرض والآلام, ثم الإلحاد . لكن جاء رد الفعل عنده, فرفض التشاؤم, ونعى على التشاؤم والمتشائمين وهاجم بعنف النزعة التشاؤمية لشوبنهاور, وعاش يدعو إلى التفاؤل, وإلى العيش في الدنيا بروح مرحة. ولقد كان من شأن رجل ضعيف مريض مثله, فقد سلامة الصحة والبصر, أن ينحو منحى السلامة, ويدعو إلى التحوط والحذر من كل يوحي بالخطر. ومرة ثالثة نصطدم بردود الأفعال عند نيتشه فقد اندفع الرجل المريض الضعيف شبه الأعمى يمجد الخطر, ويدعو الناس إلى أن " يعيشوا حياة الخطر, وأن يبنوا مساكنهم على حافة بركان " فيزوف" ، وأن يركبوا زوارقهم كي يكتشفوا البحر الذي لم يرتده أحد من قبلهم", وأن يتحدوا جميع المخاطر بروح لا تعرف الخوف. على أن ثمة حدثاً له دلالته وآثاره على تلك النفس المريضة المنحرفة, ذلكم أن " نيتشه" وقع في حب إحدى النساء القريبات منه, ولكنها لم تبادله حباً بحب,وفضلت عليه رجلاً آخر, ولم تجد محاولاته في إقناعها بحبه, وهنا برز رد الفعل عند نيتشه, حيث اندفع هائماً على وجهه يرسل النقد تلو النقد للنساء جميعهن, واصفاً إياهن بأقبح الصفات, مدعياً أنهن لسن أهلاً لحب أحد الرجال, وبخاصة حب رجل عظيم مثله, وهذا الحدث ليس بدعاً من القاعدة التي ذكرناها, وإنما هو تطبيق لها, أعني من أوضح الأمثلة على أن الرجل يعيش على ردود الأفعال.
فلسفته
تقوم فلسفة " نيتشه" على أسس أهمها:
• التأكيد على الذاتية في مقابل الموضوعية بالنسبة للصلة بين الإنسان والعالم. فقد ذهب نيتشه- كما ذهب " شوبنهاور" من قبله- إلى أن أفكار الإنسان ومعارفه عن العلم الخارجي متأثرة بأوهام ذاتية, ومعتقدات شخصية لا حقيقة لها في الخارج. وأن الحقائق الموضوعية للعالم تختلف عما يتصوره الإنسان ويعتقده عنها, لذلك كانت معارف الإنسان عن العالم إنما هي أوهام ذاتية, وخرافات مورثة.
• إن أخطر هذه الأوهام الذاتية, وأكبر تلك الخرافات المورثة التي تخالف الواقع وتصادم الموضوع إنما هو الدين وكل ما يتصل به.فالدين هو أكبر خرافة توارثتها الإنسانية جيلاً بعد جيل, وليس من شك أن الدين والأخلاق وما يتصل بذلك إنما هي مظاهر ضعف وانحطاط, لكن هذه المظاهر يتعهدها رجال الدين القساوسة, ويظهرونها على أنها فضائل, لكي يحتفظوا بسيادتهم على جماهير الناس, وتزداد مكانتهم ومكاسبهم المادية, رغم وضوح الكذبة ورغم أن الدين وما يتصل به أمور يرفضها العلم, ويكفر بها العقل الذكي.
• أهم ما في فلسفته جانبان : جانب سلبي, وجانب إيجابي, أما الجانب السلبي .,فيتمثل في النقد العنيف والقاسي والملح للدين والقيم والأخلاق, فهو لا يفتأ في كل مؤلفاته ينقدها ويحاربها على أمل أن يقضي عليها. وقد استغرق هذا الجانب السلبي القدر الأكبر من مؤلفاته, وأما الجانب الإيجابي., فهو تمجيد القوة والدعوة إليها, وإلى القضاء على كل ما يعارض القوة ويعرقل مسيرتها, ويعوق تقدم الإنسان مما يسمى بالقيم والأخلاق, من مثل : الحب, والرحمة, والعدل, فهذه الأمور أمثالها قد عاقت الإنسان إلى أن يتجاوز نفسه, ويرتفع عن مستواه الحالي, ليصل إلى الإنسان الأقوى, أو ما سماه "السوبرمان" ولن تصل الإنسانية إلى هذا الإنسان الأقوى إلا إذا ألقت وراء ظهرها بما يسمى بالقيم, ثم استعملت القوة في الصراع بين الضعفاء والأقوياء, ومن ثم يقضى على الضعفاء, ولا يبقى إلا الأقوياء, ثم الصراع بين الأقوياء, وهكذا حتى تصل البشرية إلى المستوى الأعلى دائماً.من أجل ذلك دعي الرجل " فيلسوف القوة", ودعيت فلسفته " فلسفة القوة". وهي تسميات غير دقيقة, وإطلاقات خاطئة, والاسم الصحيح, أو الوصف الدقيق لهذه الفلسفة وكل ما يماثلها أنها: " فلسفة الحمقى والمجانين", وليس ذلك إطلاقاً مجاوزاً للحقيقة, فقد صدقت الأحداث ذلك. وكان الرجل حين تسجليه أفكاره هذه وكتابته مذهبه شبه مجنون, ثم أصيب بالجنون فعلاً وظل الأحد عشر عاماً الأخيرة من حياته في جنون شبه كامل, ورغم ذلك كان يكتب ويحرر مذهبه ذاك .
• فيما يتصل بالجانب الخلقي ., فقد وضع مقياساً للأخلاق ربط فيه بين القوة والفضيلة, بصرف النظر عن مجالات استعمالها, فإن القوي عنده له مطلق الحرية في استعمال قوته في كافه المجالات, ولو كان سفك الدماء البريئة, بل إنه يحض الأقوياء على سفك دماء الضعفاء حتى لا يعوقوا مسيرة البشرية إلى الأعلى, كذلك كل ضعف هو رذيلة. بصرف النظر- أيضاً-عن أسباب الضعف, وسواء كانت بفعل الإنسان وإرادته كمن يجهد نفسه فوق الطاقة, أو يتعاطى مطعومات أو مشروبات تضعف الصحة, أو كان ذلك خارجاً عن إرادته وإمكاناته كالضعف بسبب المرض, أو بطبيعة بنية الجسم. وأيضاً :ربط بين الخير والقوة والشر والضعف ؛ فأضحى الميزان الخلقي عنده : أن القوة هي الخير وهي الفضيلة ، وأن الضعف هو الرذيلة وهو الشر.
• دعا " نيتشه" إلى شعار يقول " كن نفسك, ولا تكن غيرك ". وهو يعني بهذا أن يرفض الإنسان كل الأشياء التي ورثها, والتي تربطه بالآخرين, وأن يحطم القيم, والعادات, والأعراف, والتقاليد, بل يجب عليه أن يحطم أخطر تلك القيود التي تمنعه عن " الخلق" والابتكار وتحقيق ذاته, وهذه القيود الأخطر هي في نظره: الدين , والوطن, والأمة. فهذه الثلاثة يمثل كل منها قيداً يمنع الإنسان من الانطلاق نحو " الخلق" والابتكار. فالناس يؤمنون بهذه الأشياء, والإيمان يعوق الإنسان عن تحقيق ذاته: لأن الدين مأخوذ عن السابقين, فأنت لا تخلقه ولا تنشئه, بل تقلد السابقين, وكذلك الأمة والوطن, ومثل ذلك كل القيم. إنما هي موروثات عن الذين سبقوك. فأين أنت؟ أين ما قمت أنت بخلقه واختراعه؟ لا شيئ, ولذلك فأنت صورة مكررة ممن سبقوك. . ولكي تبدع, ولكي تكون نفسك, وتحقيق ذاتك, لا بد أن ترمي بكل شيئ موروث عن السابقين, وتخترع أنت القيم الخاصة بك, والتقاليد والأعراف والسلوك الخاص بك أنت, والذي يناقض كل ما كان عليه الآخرون السابقون.
• يركز " نيتشه" في فلسفته على " خلق" الإنسان الأعلى, أي الوصول بالإنسان عن طريق الصراع, و"التطور الذاتي الصاعد", وهو يطبق هنا مذهب التطوريين, فيذهب إلى أن الكائنات بدأت من الخلية الواحدة" الأميبا", ثم تطورت إلى الأعلى, حتى وصلت في تطورها إلى الإنسان وقف عند حد معين ولم يكمل مسيرة الارتقاء ليصل إلى الأعلى منه, فكل الكائنات من أدناها قد أدت رسالتها في الترقي إلى الإنسان, وكان على الإنسان أن يفعل نفس الشيء, لكنه وقف في محله, وقد عوقته أوهامه الذاتية عن الدين, والأخلاق, والقيم, والإبقاء على الضعفاء, وهذه أفقدت المسيرة أهدافها, وعلى الإنسان أن يبدأ المسيرة من جديد, ولن يتم ذلك إلا بالقضاء على الدين والقيم, وإحياء الصراع, وتطبيق قانون" البقاء للأقوى" حتى يصل في النهاية إلى الإنسان السوبرمان.
• وللوصول إلى هذه الغاية يجب ألا تترك الأمور تسير تلقائياً, بل يجب أن تسير الأمور حسب منهج معين, يلتزم به الجميع دون تهاون, والمنهج اللازم إنما يتم عن طريق أمرين: تحسين النسل, والتعليم, وتحسين النسل يأتي في المرتبة الأولى.وتحسين النسل يتطلب رفض الزواج العشوائي الذي يقوم على ما يسمي: الحب, والذي يقع فيه عظماء الرجال ضحايا للخادمات وأمثالهن تحت ما يسمى بالحب, لكن ينبغي أن يختار الأرقى من الرجال لأمثالهم من النساء, فتتزوج النساء الراقيات الرجال الراقين, ويكون الزواج محكوماً بهذه المعايير, يقول " نيتشه" : " يجب ألا نسمح بزواج يقوم على الحب, وأن يتزوج خير الرجال من خير النساء, أما الحب فلنتركه لحثالة الناس, إذ ليس الغرض من الزواج مجرد النسل, بل يجب أن يكون وسيلة للتطور والترقي... بمثل هذا المولد وهذه التربية يرتفع الإنسان فوق الخير والشر, ولا يتردد في اللجوء إلى العنف والقوة في سبيل الوصول إلى غايته" .. والغاية التي يقصدها الرجل إنما هي الوصول إلى الإنسان الأعلى " السوبرمان".
• وكما بذل " نيتشه" مجهودا ضخماً ومستمراً في الدعوة إلى حياة الصراع والقوة للوصول إلى " خلق " وإيجاد " السوبرمان ". كذلك بذل الفيلسوف مجهوداً مضاعفاً ومستمراً في محاولات القضاء على الأديان التي تمثل عدوه الأول. ويتمركز حولها حقده ومقته الشديد, لقد جعل بطله " زرا دشت " الذي اخترعه ليكون شبيهاً بسميه الفارسي " زرا دشت ". وليكون معلماً كما كان " زرا دشت " الفارسي معلماً, لقد وضع نيتشه على لسان بطله زرا دشت حديثاً طويلاً رمزياً أراد أن يبين فيه أن الدين خرافة, وأن الآلهة قد ماتت, يقول " نيتشه " في كتابه : " هكذا تكلم زرا دشت ": " ينزل زرا دشت وهو في الثلاثين من عمره من جبله الذي أوى إليه سابحاً في تأملاته, ليعظ الجماهير, ولكن الجماهير كانت مشغولة عنه بمشاهدة رجل يرقص على الحبل, ولكن الراقص على الحبل يسقط ويموت, فيحمله زرا دشت على كتفيه ويذهب به بعيداً ليدفنه في قبره ويغلقه عليه" , إن هذه القصة الرمزية أراد بها نيتشه أن يبين للناس الحقائق الصحيحة, لكن الناس كانوا مشغولين بالدين والقيم والخرافات, التي رمز لها " نيتشه" بالأراجوز أو الراقص على الحبل, لكن الدين ما يلبث أن يموت بفضل جهود نيتشه, كما مات الراقص على الحبل عندما رأى زرادشت, وأن نيتشه هو الذي سوف يدفن الدين بيديه, ويعلن موت الآلهة كما فعل زرا دشت... لقد التقى زرادشت وهو نازل من الجبل بناسك يحدث الناس عن الإله ، فقال زرادشت لنفسه : " هل يمكن أن يكون ما قاله الناسك حقاً؟ يبدو أن هذا الناسك العجوز الخرف لم يسمع بعد أن الآلهة قد ماتت, لقد مات الله حقاً وماتت جميع الآلهة... لقد ماتت جميع الآلهة, ونريد الآن أن يعيش " السوبرمان " الإنسان الأعلى ".
• زعم " نيتشه" أن الوجود له غاية ، وغاية الوجود هي " الصيرورة " أو " الدور السرمدي ". وهو يعني بهذا أن ينفي ما جاءت به الأديان من القول بالنعيم الدائم, والعذاب المقيم, وأن هذه الدنيا ستنتهي بدار خالدة أبداً لا تفنى, وحتى يحارب هذه الحقيقة الدينية, قال بنظرية " الدور السرمدي", وهي نظرية معروفة في التراث الثقافي اليوناني, وهي تقرر أن الموجودات جميعها تمر في دورات متتاليات صاعدات, تبدأ الدورة بالخلية الأولي, أو بالذرة, ثم تترقى وتتطور تصاعدياً, حتى تصل إلى أعلى ما يمكن أن تصل إليه الموجودات من ترق صاعد, ثم يفنى كل شيء تماماً, لتعود دورة أخرى من جديد وعلى نفس النمط, وتتكرر نفس الظروف والأحوال والموجودات... وهكذا في دورات دائمة سرمدية لا تنتهي .. قالوا: وهذه غاية الوجود.... وهذه النظرية جمع فيها القائلون بها من اليونان بين أمرين ظنوهما حقيقتين مسلمتين, أولهما: أن العالم الطبعي دائم أزلي أبدي, لا بداية له ولا نهاية, وثانيتهما: أن الوجود الشخصي متغير ولا يبقى على حال , ورأوا أنهم بذلك .
هذه بعض المعلومات سحر واعود اليه لاحقا
محبتي لك
جوتيار