|
أبتــــــاه ....
ابي الحبيب...
لم يكن أعمق بمكنونه سوى
محبتك .. أبي
بعبرات الشموخ
كنت قد كتبتني
ببسمة ندية
على شفاتي
نطقت إسمك .. أبي
أعلم أنك بذاك الشموخ
كنت قد رصدت بأعماقي
كبرياء لا يضاهى
باسقٌ طَلّي
وبرصاص الفوارس
,
رسمت رسمي .. أبي
أحـــبك .. أبي
,
عـبرت دربا شجياً
رمز العظماء رمزك
كما كنت للعطاءِ أنت له رمزٌ
,
أعلم أنك لن تتركني وترحل دوني
أعلم أن يدي مكبلة بيدك فلن تنتحي
أعلم أنك تنشدني
,
لحن
شجي
بعيد
أخير
,
أبـــــتي ....
أنتَ رمزٌ
للولاء
,
عطاءٌ باعماقك مهداة أحسها
لا تترك يدي وتغرب باكرا في النشيد
والرصاص يرسمك فارسا
,
باسما
,
شامخا
,
باسقا
,
انت تعبر الدرب الشجي
الاخير
البعيد ...
يا ابتاه ..
ابي رمز أنت للبقاء
ابتاه ..
بالجمال والنقاء كل الصفاء
للشـــهداء ..
,
حين كان التشتت بالأعماق
صهيل مبعثرٌ في الآفاق
لكني أتيتك أرقيك دون تلاق
,
سأسقيك شهدٌ
سأرويكَ حلمٌ
كما وعدتك
سأكون أني
متسلقة تلك السماء
عالية آفاقها فلكية للكون
هبة من الرحمن
للعباد ....
ما زلت أتسلق أحاول الوصول
فغراسي تحتاج للغذاء
أنىّ لي
أنىّ
كم من إحتياجٌ
للبقاء تملكني
كي أراك أبي
,
وحشة الشوق بعيني
تعانق مدمعي
كي أفجر تلك الأنهار
وتروي زهوري وننرنوي
,
رحيقها
,
أحتاجه
,
ليكون شهدي قولي .. أبي
بريقٌ للأعيان
ترمق الزهر حين يأتي الربيع
ففصله نعيشه الحاضر
وبذاك البريق أرى الكون حولي
ولا أراك ... أبي
,
عبائتك أهديتنيها .. أبي
,
تدثرني
,
تقيني
,
تحميني
,
إجتياح البرد لأعماقي
يثلجني
كما أثلج
فؤادي
لففتها حولي راغبة دفء للمسة يدي
يعتريني برد الربيع ولم أجدك حولي .. أبي
فكرت أرحل إليك مني
لكن دون جدوى
أراني مازلت وكأني
أحسك هنا ... أبي
,
أحسك حولي
لكني لم أرك منذ أمدِ
بسموق إمارتك
بأناقة
جدارة
بنبل
للأخلاق ترتقي .. أبي
ما كان وعدي
بل
كان وعدك أن تكون قربي
,
ترامت الأزهار بتلاتها
تطايرت أوراقها
حين هفهفها نسيم الصبا
تهاوت البتلات
منساقة
بتيار ذاك النهر
مسترسلة تجري مجراه يسري
كون النخل باسقةٌ ثماره
كوني وكونك .. أبي
,
مازلنا نكتب الحرف
,
نرسمه
,
ننقشه
,
من يكون يكتبنا كما نكتبه
دربي ودربك وعرٌ
كم أشتاق
كم أحتاج
كم أرغب إجتيازه
,
أبي ...
يدي لم تزل هزيلة
ضعيفة
من شدة البرد ترتعد
تحتاجك
تحتويها وتشدها بقوة تنتشلني
تسقيني شهدك
تهدهدني
تداعبني
طفلة أناشدك أني .. أبي
,
قلبك عالمه كبير أراني بأعماقه
لكني لم أزل كما أني
فالشهد ينبع من قلبك حين تعلمني
آي من القرآن
وتطعمني من كبدك
جوع تلتاع له كبدي
تتفطر إيلاماً وتطعمني
رئتي تحتاج لهواءك .. أبتاه
غيري استلبوا مني كل ما ملكته
ولم أملكه حتى ... أبي
,
تحاول تدثرني
ترغب حمايتي
لكنك لم تعيني أني ..
لم أكن أعلم
بتلك الفصول المطيرة
لا بقصر أيامي أهي قصيرة
أم طويلة
أم وشيكة دنو أجلي
علمها عند ربي
لاأعلمها كما أنت لا تعلم
أبي ... أبتاه
,
سأظل أناديك حتى تعلم
أن بأعماقي لن يكون غيرك
,
أبي ...
بعينيك دثرتني
وبساعديك لملمتني
وبزفرات من رئتك أنعشتني
أراك تبتسمني
ومسدس موجه لرأسك
جسمك بالرصاص مهتري
تنشدني
تعلمني
تذكرني
بآي الرحمن وصلاتي
نسكي
تحاذرني
أن لا ركوع سوى لخالقي
لاسجود إلا لوجه ربي
مهما حاصرونا بشتى أنواع العذاب
لا نميل .. لا نميل .. لانميل
ولو منع عنا الهواء والماء
ودواة الطبيب
وللقلم
ننزف دمنا لنكتب
وجسدي بأعماقه دون الورق لنرسم
مهما تنوعوا بإيلامي
,
لم ولن أركع لغير الله .. أبي
,
من أين هم سيأتونني
من بنوخيبر
أو
من الخزرج
أم تراهم بنو النظير في ثياب الأوس
كلهم لا يعنونني فكما علمتني
بذكر الرحمن حفظتني
,
سواء لدي هم ما كانوا .. أبي
كما الذئب أعلمه
حين يأتيني بذاك الثوب
كأنه تلك الشاة يلعب معي
ألعب معه
طفلة أني أفرح ... أبي
,
لكني أحذره أحسه
بيقين الرحمن يقيني .. أبي
حتى حين يبكي
أراني أبكيه أيضا .. أبي
قلبي لحم .. ودم
فبكاؤه على أمه وأبيه
على أخته وأخيه
على الياسمين ... بكيت أني
برقتها دهسوها
بأقدامهم نسفوها
كما تلك الزنبقة
والديار التي سلبت
والأجنة حين أُ جهضت
والجنينة حين هدمت
سيااااااااااااااااااان
كيف لي أن أعلم
سوى بذكر الآي أراه بعدها يرحل
سرقت الأشلاء وانتهكت
الحرمات وصعقت
أعماقي ... أبي .. صعقت
ما ركعت .. أبي
ماركعت لهم يوما
لكني بكيتهم
ربي علي شاهد أوحد
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
,
بحلمي مازلت أصبر
بذكر الآي أكبر
سيسقط كل زيف ولن يعبر
ما ركعت ..
ولاسجدت
ولا صليت إلا لك ربي
يبكي اشلائنا التي سرقت
يبكينا من مضارب بني خيبر
سيان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علمنا طائر الفينيق " كيف نسقط الغصون الزائفة"
كيف نكبر
كيف نحلم
كيف نصبر..
وكيف نقول
الله اكبر
الله اكبر
الله اكبر
,
ولا زلت ..... أبي
قلبي بحبك يذخُرْ
أنت هنا وهناك وفي كل مكان
أبي ... أبتاه
طرقٌ سلكناها شائكة
نعبرها بعون الله الأمجد
عبرناها بآلام تمتد ترتع
وإخوتي نتدثر
متمسكين بكتاب الله وبجهر نقرأ
بسم الله و الله أكبر "
ضلوعك كنا بها نتدثر
ليرحل عنا موج السقم
موج الألم
نعبر معك غرفٌ وغرف
,
عرفتها أني
عرفتها .. أبي
قاعة الإنتظار حين دخلناها
تجاوزنا ساحة للمطار
معي كان الرفيق
أيناك رفيقي
أيناك صديقي
أما عدنا
أما تفكرني
لِما الهجير
لم تعود كما عهدتك الصديق
الرفيق
تعثرت .. أبي
بالمخبر والحدِق الرخيص
دربك طويل
,
طويل
,
طويل
,
نخــيل عانقت الطريق
باسقة تترأى لي
أبي ....
كم أحبك .. أبتاه
كم أجتزت الصعاب والعقبات
كله لأجلي ومن أجلي
ليتني ...
أبي .....
أخفف عنك عبء ما تحملته
لعلك تتذكر أني ....
طفلة مدللة بين أحضانك
يتناوبون إنتزاعي
من بين يديك
يتخاطفوني
لا تلمني
,
لم أعرف كيف اهاجمهم
فما زلت لا أعرف شيئا
ربما تذكرت بعض أسماء
الزعماء والفرسان
نكرتنا دماءنا
كتبنا بها ملصقات
شهداء وطننا
دماءهم هي دماءنا
أبي ... أحبك أبي
,
لكني مازلت أعلم أنك أنت
أبي ....
نعم لم تزل أنت
أبي ...
لم ترتحل أبي ...
شمسك ساطعة وهجها في السماء !!
بالرغم من توغل الآلام والأسقام
رماح جست بظهرك
كانت عميقة نزفتني
توغلتني
للأعماق ... أبي
لم أكتفي منك ماحييت مداد عمري
أبي ......
ضمني لصدرك محتاجة أني
قليلا ... قليلا
أبي ...
هلا ضممتني لألتمس حنو صدرك
وأضع رأسي على كتفك
وتداعب خصلات شعري بيدك
تلملمها وعبرات الشوق تنهمر من مقلتي
مشتاقة لصدرك يحنوني
أبي ..
أبتـــاه ...
دعني أذرف الدمع على كتفك
دعني أسمع نبضات قلبك
تهدهدني على صدرك
أبي ...
لم يتمكن الرصاص الوضيع من إصابتي
فهدفه كان محصناً
بذكر الآي متمكناً
أو تذكر
أبي ....
كما عودتني ... وكما تركتني
سـتجدني أنتظرك أبي
لاتتركني وحيدة أحتاج قبلتك على جبهتي
وأتنفس هواءك يحيطني
وغذاءي أحتاجه منك مطلبي
أنت مازلت ولم تزل
أنــــــبل الشهداء أبي ...
,
بالرغم من التعدي
والتصدي
والترقب
مازلنا أنــبل الشهداء
عربية أني ...
عربية أني ...
عربية مسلمة تقية أني ...
أبي ....
أبتــــــاه ....
لم تزل أبي ...
,
لم تزل
,
لم تزل
,
أيدنا الله بنصره وبعزة الإسلام
سننتصر بإذن الله
سننتصر ...
,
تغمد الله جميع شهداءنا بالرحمة
وغشاهم بالمغفرة
وأسكنهم الله فسيح جِنانه
اللهم آمين يارب العالمين
نصر الله الإسلام والمسلمين
فدماءنا العربية لن تكون هدر
مسـلـمة
أبيـــــّة
تقيــــّة
عـــربيّة
أني ........
أبــــي أحـبك أبـــي .....
تقديري ,,
بارعـــــــــه |
|