|
نـارُ الكتـائـبِ في (يَبْـرودَ) تَندلِـعُ |
تشوي اليهـودَ وفيهـا الهولُ والفَزَعُ |
ثـارَ الرصـاصُ على المحتلِ يَحْصُـدُهُ |
والمـوتُ يَنْـزَعُ والأهـوالُ تَنْـدَفِـعُ |
يُبْقِـي قلـوبَ بنـي صهيـونَ واجفةً |
والنـارُ تحـرقُهَـا والخـوفُ والجَزَعُ |
إذا تنـاهَى إلـى أسمـاعِهـمْ غَضَبٌ |
مِـنّـاَ فـإنَّ فـؤادَ القِـرْدِ يَنْـخَـلِـعُ |
تلقـاهُ مُرْتَـعِـداً والـذلُّ يَعْـصِـبُـهُ |
تمكـوُ فـرائصُـهُ والـوجْـهُ مُمْتَقَـعُ |
يطأطـيءُ الرأْسَ منْ هـولٍ ومِنْ هلعٍ |
كـأنَّ أُمَّتَـهُ يـومَ الـوغَـى البَـجَـعُ |
لايسـتـقـرُ لهـمْ حـالٌ فإنْ عَصَفَتْ |
ريـحُ الكـتـائـبِ فالأسـبابُ تَنْقَطِـعُ |
تـرى اليهـودَ إذا هبَّتْ عـواصِـفُنَـا |
أعجـازَ نخلٍ بعصـفِ الريـحِ تُقْتَلَـعُ |
إذا تـكـلمـتِ الألـغـامُ فـي رَفَـحٍ |
فـإنَّ حيفـا بهـولِ الـرُّعْبِ تَنْصَـدِعُ |
فـي (عينِ يبـرودَ) لمَّـا جـاءَهم قَدَرٌ |
فيـهِ المنـيـةُ لاتُـبْـقِـى ولا تَـدَعُ |
فمَـزَّقَ المـوتُ بـالقسَّـامِ أربـعـةً |
إنَّ المـنـيـةَ يـومَ الـروعِ تَنْتَـجِـعُ |
سـيفُ الكتـائبِ ياشـارونُ مُنْصَلِـتٌ |
يُبْرِي الـرؤوسَ ولـلأحشـاءِ مُنْتَـزِعُ |
يُزْجِـي المنـايَـا إلى المحتلِّ واصلـةً |
حتـى يَدُبَّ إلـى أوصـالِـهِ الـوَجَـعُ |
كـتـائـبُ العزِّ بالقسَّـامِ كـمْ صفعَتْ |
وجـهَ البغيضِ وفـي الأحـداثِ ما يَزَعُ |
أبنـاؤُهَـا الصِّيدُ جندُ اللـهِ كمْ جَعَلُـوا |
أنفَ العُـدَاةِ بسـيفِ العـزِّ يُجْـتَـدَعُ |
هذي الكـتـائـبُ للأبـطـالِ رائـدَةٌ |
وكـلُّ سـيـفٍ لقـسَّـامِ العِـدَا تَبَـعُ |
الصـدقُ والحـبُّ والإيمـانُ شـيمتُهُمْ |
والعـزمُ والحـزْمُ والإخْـلاصُ والوَرَعُ |
إنْ أوعَـدُوا الخصمَ إعصـاراً وزلزلـةً |
فالهـولُ حيثُ تجلَّـتْ أُسْـدُهُمْ يَقَـعُ |
أُسْـدٌ تبيتُ على الأحـراجِ رابـضـةً |
تحمـي العـرينَ ونِـيبُ الليثِ تلتمِـعُ |
يسـتنـفـرونَ لعـزِّ الـدينِ همتُـهُمْ |
في جنـةِ الخُلْـدِ والفـردوسِ تَرْتَفِـعُ |
صِـيدٌ حُمـاةٌ لـردعِ الظالمِ اجتمعـوا |
إنَّ الأبـاةَ لـرفِـعْ الظـلـمِ تَجْـتَمِـعُ |
كـمْ أشعـلَ الظلـمُ في أحشائهمْ لَهَبـًا |
فشـبتِ النـارُ كـالـبـركـانِ تَنْدَلِـعُ |
تزلزلُ الأرضَ بـالألـغـامِ تُـرْجفُهَـا |
وتجعلُ السـورَ بالـزلـزالِ يَنْصَـدِعُ |
يامـنْ تجَبَّـرَ فـي غَزََّهْ وفِـي رَفَـحٍ |
أغـراكَ صَـمْتٌ أمِ الأوهـامُ والجَشَـعُ |
أمْ جئتَ تبنِـي علـى الأنقاضِ مُنْتَجَعاً |
حَتَّـى تُقَـامَ علـى أشـلائِنَـا البِيَـعُ |
اخْسَـأْ فإنَّ سيـوفَ العـزِّ مُشْرَعَـةٌ |
وما لكـمْ فـي حِمَـى أجـدادِنَا طَمَـعُ |
فالطـامعـونَ مدى التاريخ كمْ عَصَفَتْ |
بهمْ ريـاحٌ وكـمْ رِيعُـوا وكَمْ صُفِعُـوا |
وانظـرْ جنـودَكَ كمْ ذاقُوا بها غُصَصاً |
وكـمْ أُذِيقُوا كـؤوسَ الذل فاجترعوا |
كمْ أفزعتهمْ مِـنَ الأبطـالِ صـاعقةٌ |
وكـمْ أُهِينُـوا وبالأشْـواظِ كَمْ فُجِعُـوا |
شـارونُ هـذي ردودُ الـردع قـادمةٌ |
إن الحثَـالـةَ بـالـقَـسَّـامِ تَـرْتَـدِعُ |
هـذي الكـتائـبُ ما ضـاقتْ بها حِيَلٌ |
إلاَّ وجـاءَتْ بعصـفِ الـرَّدْعِ تَبْتـدِعُ |
سـيكتبُ الدهـرُ والتـاريـخُ قصـتَهمْ |
والمجـدُ يحـفظُ والأيـامُ ماصَـنَعُـوا |
والشـعرُ يصنـعُ مِنْ أمجـادِهِمْ نَغَمـًا |
يسـري بأربعِنَـا ياقـومُ فاستمعُـوا |
هذي كـتـائـبُنَـا تهـوي قـذائفُهَـا |
بالـرعـبِ مـاطـرةً قسَّـامُهَـا هَمِعُ |
تَرمِـي العِـدَا لهبـاً واللـهُ مُشْـعلُـهُ |
والعـدلُ يسـجرُهُ والثـأْرُ والـوَجَـعُ |
تمضِـي قـوافلُـنَـا تَزْهُـو برايتِهَـا |
للنَّصْـرِ تحـرسُهَـا الأنصـارُ والشِّيَعُ |
ياسـينُ مُرْشدُهَا والعِـزُّ مُـوقِـدُهَـا |
والخلـدُ مـوعدُهَـا والفـوزُ والمُتَـعُ |
تهـوي صـواعِقُهَا فَوْقَ العِدَا غَضَبـاً |
والـرعبُ يسـبقُهَـا والموتُ والهَلَـعُ |
شـارونُ كُـنْ حَـذِراً فالنـارُ قـادِمَةٌ |
يشـتدُّ جـاحِـمُهَـا والمـوتُ يَنْدَفِـعُ |
والشـمسُ إنْ سَـطَعَتْ يوماً عَلَى بَلَدِي |
فـالنـورُ يَغْـمُـرُهُ والغَيْـمُ يَنْقَشِـعُ |
هـذي سـواعِدُنَـا للـردْعِ جـاهـزةٌ |
فـي كـلِّ نائبـةٍ تهـوي فتَـنْـتَـزِعُ |
تجـتـثُّ شـأفتَكُـمْ ياأمـةً فَـجَـرَتْ |
في الأرضِ تدفعُهـَا الأهـواءُ والبِـدَعُ |
الغـدرُ شيمتُكُـمْ والبَـغْـيُ رايـتُكُـمْ |
والهُجْـرُ منطقُكُـمْ والفُحْـشُ والقَـذَعُ |
السـيفُ رادعُكُـمْ والنـارُ مـوعدُكُـمْ |
والجَمْـرُ مرقدُكُـمْ والشوكُ فاضطجعُوا |
ياأمـةَ البغِـيِ إنْ ضـاقتْ بكـمْ سُـبُلٌ |
فَفِـي جَهَنَّـمَ للـطَّـاغـينَ مُـتَّسَـعُ |