|
أما رَحمُ وقد أزِفتْ بِراحِمْ ؟ |
ولا جَبَلٌ من الطوفانِ عاصِمْ ؟ |
أُفَتِّشُ بينَ أنيابِ المنايا |
لِزُغبِ قَطايَ عن مَنجىً مُلائِمْ |
ومَا مِن قِشَّةٍ تُرمى فَنَطفو |
عليها فوقَ ذي الُّلجَجِ الغَواشِمْ |
وكلُّ الخلقِ ترقُبُ كيفَ روحي |
ستخرُجُ من فقاقيعِ الخَياشِمْ |
رَعَيتُ معَ الرَّدى ستينَ قرناً |
تُضاجِعُني المَساغِبُ والمآلمْ |
قدِ اعتادَتْ صلاةَ الخوفِ خيلي |
وَتُفطرُ إذ تَصومُ على الشَّكائِمْ |
وَتَكبو ثمَّ تَنهضُ ثم تَكبُو |
على طُرُقي التي افتُرِشَت جَماجِمْ |
أُديرُ حُشاشَتي يوماً بِجِذعي |
وأياماً بِمُحتَضِرِ البراعِمْ |
وأعوامي العِجافُ نَحَلْنَ حتى |
وَقَعنَ على خبيثاتِ المطاعِمْ |
وَصِرنَ يَجِدنَ حتى الوَحلَ قَمحاً |
بِثَغرٍ عُتِّقتْ فيهِ العَلاقِمْ |
إلى أنْ نَقَّشَتْ جِلدي البَلايا |
ثَآليلاً كأحجارِ المناجِمْ |
فلم أرَ مثلَ هذا العصرِ مَسخاً |
ضمائِرُ أهلهِ مُسِخَت دَراهِمْ |
طبولُ الحربِ تَبعَجُ مِسمَعيهِ |
ويجفلُ مِن أنيني وَهوَ نائِمْ |
وإنسانيةٍ قابيلُ إمَّا |
تَطاوَل لم يَطُلْ منها الأقازِمْ |
فلا واللهِ لم آلمْ لِشيء |
كَصَمتِ بني أبي عن كُلِّ ظالِمْ |
سُكوتٌ ليسَ من ذهَبٍ وَمَنْ لِي |
بِقولٍ لا تُحَزُّ بهِ الغَلاصِمْ |
أَأَرأَفُ مِن حمائِمِهِ غَريبٌ ؟ |
وأحقَدُ مِن أباعِرِها الأكارِمْ ؟ |
كَفَرتُ بِكلِّ مُثقَلَةٍ تُريني |
سنابلَ وهيَ تمطرُني ضَرائِمْ |
فلو عَزَّ النجاءُ فلا أراني |
أَعوذُ من العقاربِ بالأراقِمْ |
على رأسي حَمَلتُ رغيفَ خُبزٍ |
تَمَزَّقَ في مناقيرِ القشاعمْ |
يُهَدِّدُني الحديدُ وقد تَلَظّى |
بعارِ الدهرِ يَلمَعُ في المياسِمْ |
وأُحبَسُ والبغايا عِفنَ ظهري |
كخارطَةِ الطريقِ بلا مَعَالمْ |
على نِطعي تَجَمَّعَ كلُّ سيفٍ |
فَبِتُّ مُفَرَّقَ الدمِ في العَواصِمْ |
وأحلمُ والسيوفُ تحزُّ حلقي |
بحورٍ عارياتٍ للمَحازمْ |
وحتى الموتُ سوفَ يُتَلُّ تَلاً |
أمامي ثم يُذبحُ كالبهائمْ |
فيا وَطَني الكبيرَ عَدَتكَ نارٌ |
إذا منها سَلِمتُ فأنتَ سالمْ |
إذا ما خوذتي سَقَطتْ هَوانا |
تَساقَطَتِ البراقِعُ والعَمائِمْ |
وَلو وَلَغَتْ يَهودٌ في فُراتي |
تَغَيَّرَ ماؤُها حتى الغَمائِمْ |