|
جــفـوتك يا قـلمي آســفـا |
فهل أنت ممن يلنه الأســفْ ؟! |
وهل أنت صاغ إلى هاجــر |
أقرّ بهـجـرانه واعـــتـرف |
فقد جئت يا قلــمي مبــحـرا |
ببحرك ، هب لي بريــق الصَّـدف |
ألا إن عيـــشي بــلا أحـرف |
تدغـــدغ لبي ، وشيك التــلـف |
بلى إنني عاشـــق للبــــيـا |
ن وللشــعر قلبي كثير الشـغـــف |
فبالشعر أرسم فرحة قلبي |
مضيفا إلى ما رواه الســلــف |
وأنقش جزني بجدرانه |
وليس على صفحة من خزف |
أغني زمانا بلا مســــمــع |
وجيلا ، أراه ضــعيف الـهـدف |
ولي موطن شامــخ أنـــفــه |
على رغـم ما قد حوى من جـيف |
فكم فيه للـــــرق مــــن تاجـــــر |
وكم فيه من بائــع للـــــشـــرف |
صبـــور على كــــل أرزائـــه |
سمـــوح غدا دمّه يُــــنــــتــزف |
يثــور ولـكن بــــلا ثــــورة |
ويغضب غــضـبة من أرتجـــف |
أناديه :يا وطنــي لا تــــنـــم |
فجـــيش الأعـــادي بأرضي زحـف |
ولكنه لم يصـــله نــــــدائــي |
فــفي أذنيه ضجـيج السخــف |
|
إذا كنـت ذا وطـن بــائــس |
وكيف تضن بـــه حينـــمـا |
ترى الظلم في كل وجـــه وقـف ؟ |
أليس جـديرا بنــا أن نكـــ |
ــون أسودا ، إذا الحق يوما هــتــف ؟ |
نذم الحـــيــاة ونرجـو خلــودا |
ولكـننا قد ألـفـنا الــتــرف |
أتنتظر القــدس منا جـهـادا |
وقد صار سطرا بجوف المـلـف؟ |
وهل تـحلـم الأرض في وحـدة |
وقد خلّــفت بئس ذاك الـخـلف؟ |
ألفنا الشقـاق وذقـنا النــفـاق |
ولم نقـتـدي بضياء السلف |
|
أما للحمى فارس ثائر |
وجاء ليجمع أشتاته |
ويجعلها بلواء وصف |
أنقب عنه ، ففي موطني |
عقول ستسعى لأسمى هدف |
ستجليه من كل مستعمر |
وكل عميل طغى وانحرف |
لها في فلسطين آسادها |
بثوب الشهادة دوما تُزف |
روت أرضها بدم طاهر |
ستورق منه غصون الشرف |
ونبصر طير المنى حينها |
على غصنها الحر غنى ورف |
وتُغسل من كل ذاك الوباء |
بدم الشهيد الذي لم يجف |
وأرض العراق التي أنجبت |
رجالا ، بحكمتها تتصف |
سترفض تحيا بظل الغزاة |
وتقطع قلبا جبانا وجف |
وتوقف في وجه هذا اللعيـــ |
ــن وترجعه بالأسى والأسف |
ففي بصرة العلم شجعانها |
وبغداد ترفدها والنجف |
أرى أمتي رغم أوجاعها |
ورغم الدماء التي تُنتزف |
تعالت على كل أحزانها |
وواجهت الموت حتى أرتجف |
برغم ظلام الدجى سيرها |
إلى مطلع الفجر ذاك انصرف |