|
الشوق والخوف حلاّ في ربا أدبي |
|
|
والشعر خاف من التقصير عن أربي |
لما وقفتُ بباب الشعر ممتدحاً |
|
|
خيرَ البريةِ لاذ الحرفُ بالهربِ |
البحرُ مضطربٌ خوفاً لرفعتهِ |
|
|
والوزنُ يرهبُ والأفكار في تعبِ |
النحوُ والصرفُ خافا من بلاغتهِ |
|
|
وحين أيقنتُ بالإخفاقِ في عجبِ |
صلّى عليه لسانُ الحالِ مفتتِحاً |
|
|
فسال شعريَ إجلالاً لخيرِ نبي |
.. |
|
|
.. |
يا خاتمَ الرسْلِ يا من نهجُ دعوتهِ |
|
|
نورٌ من الحق للأعجامِ والعربِ |
شادتْ خطاك على وجهِ الثرى سنناً |
|
|
تهدي الدعاةَ إلى التقوى بلا ريبِ |
دعوتَ للدين في سرٍّ تخطُ له |
|
|
في كلِّ قلبٍ حروفَ الفوزٍ في دأبِ |
وحين قيل لكَ (اصدعْ ) قمتَ في عجلٍ |
|
|
تدعو العتاةَ بلا خوفٍ ولا رهَبِ |
كم ذقتَ منهم صنوفَ الغدر مصطبراً |
|
|
لم ييأس القلبُ رغم الكربِ والنوَبِ |
كم حاولوا عبثاً إغراءَ شخصكمُ |
|
|
بالملْكِ حيناً وحيناً كان بالذهبِ |
أقبح بعقلهمُ .. مَنْ يرتضي بدلاً |
|
|
عن جنةٍ قد خلتْ من جملة النصبِ ؟! |
كررتَ دعوتهم والقلب في ثقةٍ |
|
|
بوعد ربِّك في القرآنِ والكتُبِ |
وددتَ لو تغمرُ التقوى أبا لهبٍ |
|
|
أو آمنتْ بالهدى حمالةُ الحطبِ |
لكنّ ربَّك يهدي من يشاء له |
|
|
لو شاء صار الورى في زمرةِ النُجُبِ |
.. |
|
|
.. |
الحِلمُ كان أساساً فوقه ارتفعتْ |
|
|
دعائمُ الدينِ في عزٍّ وفي غلبِ |
فملةُ الحقِ لا إرهابَ يفرضُها |
|
|
كلا وليس له في الدين من سببِ |
لكنْ بإقناعهم ضم الهدى دولاً |
|
|
في كلِّ قلبٍ نجا مِنْ سوءِ منقلبِ |
ضربتَ بالفعلِ للأزمانِ أمثلةً |
|
|
ظلّتْ بلا شبهٍ .. في مجمعِ الحقبِ |
كأنّ مشيتَك القرآنُ من ألقٍ |
|
|
أو أنَّ جِلسَتَك الأنوارُ للحجبِ |
وجهٌ بشوشٌ وهمُ الدِينِ يحملهُ |
|
|
للهِ بسمتُه أو نظرةُ الغضبِ |
تواضعٌ عِفّةٌ حِلمٌ تقىً كرمٌ |
|
|
شجاعةٌ في الوغى قولٌ بلا كذبِ |
أقمتَ ليلَك بالقرآنِ مبتهلاً |
|
|
لمْ تشكُ من ليلةٍ طالتْ ولا تعبِ |
( عبداً شكوراً) وعفو اللهِ يغمركمْ |
|
|
صلى عليك الذي حلاكَ بالأدبِ |
.. |
|
|
.. |
هذا محمدُ مشكاةُ الدجى .. رجلٌ |
|
|
أنوارُ سيرتهِ في الأرضِ لم تغبِ |
تبّتْ يدٌ خطّت رسماً يسئُ لهُ |
|
|
سهامُها لم تنلْ منه ولم تصبِ |
لم يعرفوه فظنوا أنهم وضعوا |
|
|
من قَدْرِهِ فانتشوا في سكرةِ الطربِ |
الكفرُ ران على عقلٍ وأفئدةٍ |
|
|
أصابها صدأٌ من فكرِها العطبِ |
الكفرُ ملّتُهُ في الأرضِ واحدةٌ |
|
|
كلابُها كلُّها مقطوعةُ الذنبِ |
لن يطفؤا الشمس لو في وجهها وقفوا |
|
|
أو يمنعوا النورَ لو زادوا من الحُجُبِ |
لكنّه الحقد أعماهم وحرّكهم |
|
|
خابوا بكبرهمُ والحقُ لم يخبِ |
عذراً نبيَّ الهدى لم ننتفض غضباً |
|
|
من ضعفنا حربُنا بالشعر والخطبِ |
حربُ الضعافِ دخولٌ في مقاطعةٍ |
|
|
لو نستطيعُ لكانت بالدم السرِبِ |
يا سيدي كلُّنا مما جرى أسِفٌ |
|
|
والسعْدُ من يومها للقلب لم يؤبِ |
ذاب الفؤادُ صلاةً كلّ ثانيةٍ |
|
|
لولا هوى المصطفى يا قلبُ لم تذبِ |
.. |
|
|
.. |
يا مصطفى مدحتي في شخصكم شرفٌ |
|
|
لذات شعريَ فوق النظمِ والنسبِ |
فاقبلْ إذا وُفِّقَتْ في وصف دعوتِكم |
|
|
واغفر إذا قَصَرَتْ بالشعر عن أرَبي |