المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مأمون المغازي
كاتبتنا الحوراء
اسمحي لي أن أقدم التحية بلهجات العرب أهل الفصاحة وأن أرفع قبعة الأعاجم احترامًا أمام هذا النص الضارب في عمق الأدب الوصفي الذي أجدت فيه وصف الحرية ومترادفاتها وجمالياتها .
أبدأ بالنص يا سيدتي :
فأنا أمام . لا . أقصد في . منظومة نثرية وعت كاتبتها كل لفظ أين ومتى يكون وجاءت اللغة عنفوانية مما يؤكد امتلاك الكاتبة لنواصيها ، فهي تعرف كيف تنظم الدرر عقودًا سمتها الإبهار وتتمة الإبداع في احتواء التراكيب للمعني احتواء الزهور لألوانها فلا اللون مفارق الهيكل ولا الهيكل بمستغن عن اللون ، وقد أجادت الكاتبة التنقل بين العبارات التي احتوت جملاً لم تدع لنا مجالاً لمفارقتها دون التمام وجاءت الومضات الاقتباسية لا تشي بالنص المقتبس منه وهذه براعة أخرى تضاف إلى منظومة براعات الكاتبة .
المدلولات :
تكاثفت المدلولات بتناغمية حانية في هذا النص فالحرية قانون الوجود مهما كان فيه من تسيير لبعض عناصره ، والكاتبة هنا استعملت الطير لتجمع بين الأرض والفضاء ، ربما بين القيود والانعتاق ، ربما بين الظلمة والنور ، ربما بين الاستضاءة والضوء ، وربما بين الثبات النسبي والتغير المطلق .
هذه الدلالات عندما تتجانس مع التعبير بالجوع ( تروح خماصًا و تغدو بطانًا ) لندرك السعي من أجل الهدف المحدد ( الغذاء ) وحمل على هذا المدلول ماشئت من دلالات اجتماعية وسياسية ونفسية وستجد أن كل عنصر راكب في موضعه دون نشاز .
وبلغة الموسيقا نجد الكاتبة دوزنت بين الطفولية واليقين في معزوفة عفوية خالية من التكلف اللفظي حيث إن الصور خادمة للمعاني بشكر متميز .
هذا اللون من الكتابات نحن في حاجة ماسة إليه ، كي لا يتهم الجيل بأنه بعيد عن أهل اللغة من الأولين ولنثبت أننا نملك الأدوات ولنا القدرة على الإبداع بما يتوافق مع طبيعة اللغة وطبيعة العصر والفترة التي نمر بها .
والآن وبعد أن صار تعليقي جريدة
أتمنى ألا أكون قد أصبتكم بالملل
تحياتي وتقديري
مأمون المغازي