|
أو ما عرفتَ سوى الرحيل طريقا |
ونبــــذتَ قلباً صادقاً ورفيقا |
ومشـيتَ في درب الحياة مودعاً |
وتظن أنك يا ســجين .. طليقا |
ورميتَ زهرة حبنا بين الخطى |
فتساقطت وتمزقت تمــــزيقا |
وهجرتَ أيام الطفولة والصــبا |
ونسيتَ عهداً راســخاً وعريقا |
يا من نويتَ الارتحال وما لنا |
ذنب لكي ما نشتكي التفريقا |
فتش فؤادك عن وثائقنا التي |
أذكت من الأشواق فيك حريقا |
واسأل نجوم الليل عن سهر الدجى |
يأتي الجواب موثقاً توثيقا |
يا راحلاً والريح ترجو وقفه |
والقلب أمسى في الدموع غريقا |
والكون خيم بالهدوء وأطرقت |
منه العيون إلى الهوى تطريقا |
قد أثجمت سحب الغمام وأمطرت |
فارحم بكاءً صامتاً وشهيقا |
درب الرحيل إذا مددت به الخطى |
يمضي إلى وادٍ تراه سحيقا |
يمضي إلى قفر وليس بأرضه |
ماء فتفقد في النهار الريقا |
ويمر في ليل الضياع إذا هوى |
والبرد يقرص في العظام رقيقا |
يا راحلاً عد للحياة ومالها |
من رونق متأنق تأنيقا |
عد كي تلف الكون منك بشاشة |
والحب فيك يعاود التحليقا |
والبلبل الصداح يطلق شدوه |
والزهر يدني للوجود رحيقا |
والنجم يرقص في الليالي ساطعاً |
ويزف بدراً قد هوى التشريقا |
يا قاصداً درب الرحيل أما لنا |
أمل إليك فننشد التحقيقا |
أو ما لنا أمل تعــود به الخطى |
نوراً وإشـــــراقاً يكون خليقا |
ما غابت الشمس البريئة في الدجى |
إلا لتطلــــق في الصباح بريقا |
من ديواني ( مع .. بريد الأنجم ) |
|