أيا ولدي
أيا من يدّعي عشقا ً
و لا يدري
بأن العشق آياتٌ
ترتلها مآقينا
فيقرع بابنا أملٌ
ضباب الحزن يغشاه
أيا من بات مشتاقا ً
و يتوهّم
بأن الوجد أفناه
و لا يدري
بأن الوجد أوطانٌ
تلملمنا
وترسلنا إلى الماضي
حيث عقارب الزمن
تدور بسرعة البرق
و يمضي الوقت
ثم تعود تحملنا
تفرّقنا
تبعثرنا كأشلاءٍ
و ترمينا
لتبكي الوصل عيناها
و تبكي الوصل عيناه
لقد سئمَت من الكتمان
و ماذا يكتم الفاه
و هذا الخافق المفضوح يتبعه
إلى لحد ٍ
حوى روحا ً لها فيه
ليسقي تربه دمها
و يبدي ما كتمناه
سنينا ً في الهوى عاشوا
و ما ملّت له طلبا ً
و لا ملّ
فمن عنه سيثنيها
و من عنها سينهاه
سوى قدر ٍ
عليها الله أجراه
هنا انتُز ِعت لها روح ٌ
و نام على ذراعيها
وتاه بغيهب الأكوان
كما تاهوا
ملتحفا ً
رداءً من ثرى الأرض
و فارقها بلا إذن ٍ
و لم يبد ِ لها عذرا
و لم تبدي على فقدانه صبرا
أيهجرها
و يتركها
لتنهش لحمها الورديّ أحداقٌ
تساورها
تراقبها
و تتبعها إلى المجهول
فيكسوها الأسى قهرا
و ترسم قهرها لوحات آلام ٍ
و آمال ٍ
و أحلام ٍ
تعلقها على جدران أمسهما
إذا ما انهارت الأسقف
و هطل الخوف
رذاذا ً كان أم وابل
و جاء الموت يسقي المهجة الثكلى
أقاحي المرّ و اليأس
و ألوانا ً من الآهات
و ناح الصمت
فراحت خلفه للبحث
عن دنيا كدنياه
و تصتنع الهوى سرّ ا ً
محاولة ً له النسيان
لكن كيف تنساه؟؟!!
فيا لطوارئ الأيام كيف تمرّ مسرعة ً
و كيف ترسّب الأحداث في أتلام ذا الزمن
و لا تَبقي سوى الذكرى
أيدرك أنها الآن
على اعتاب ذكراه
تناديه
تناجيه
تقول له:
بأن فؤادها الملهوف مشتاق ٌ لمرآه
فما في القلب إلاه
و تبكي كلّما مرّت
بخاطرها سجاياه
ملاكا ً حارسا ً كان
و كان عذاب عينيه
يعلمها
بأن تخطو على الجرح
و تنسج من خيوط الحزن
تباشيرا ً من الأفراح
و كيف تجمّل الألم
و كيف تعيش لذ ّته
و كيف تصوغ معناه
يعلّمها
بأن البغض مذمومٌ
و لكن للهوى احكام
فتظهر غيرة ً حمقاء
و تبغض كل ّ من مرّت تحدّق في محيّاه
و تلك سفاهة الانثى
تحيك بغيظها النشوات
نشوات ٌ تلازمه
تدغدغه
فتضحكه
و ترديه
و لا يبقى لها في العمر
سوى طفل ٍ
تدثره جدائلها من البرد
و ترضعه حكايات ٍ من الماضي
تذكّره
بليل ٍ قد تلاقت فيه أرواح ٌ
و أجساد ُ
فأنبت رحمها فجرا
و راح الفجر ينمو في حشاياها
حتى حان مولده
و من عمق الدياجير
أطل ّ الفجر
ثوى في حضن أرملة ٍ
و مرّت فيهما الايام
و هذا الدهر صيّر طفلها رجلا ً
و هذا الرجل
أمسى يدّعي عشقا ً
و لا يدري
بأن العشق آيات ٌ
ترتلها مآقينا