|
تطْفُو علـيَّ مَشَاعِـرِي فَأَرُدّهَـا![](clear.gif) |
خَوْفاً عَليها مِـنْ لهيـبِ الشَّاعِـرِ |
وأَخافُ حَرْفِـي أنْ يضيقَ بصمتهِ![](clear.gif) |
فالْحَرفُ يعرفُ مَا يَجـولُ بِخاطِـرِي |
غادرتـهُ زَمناً فَأفْلَـتَ مِـنْ يَـدِي![](clear.gif) |
قَلَمٌ تكسّرَ فوقَ لوحٍ ثائــرِ |
وَتجمّدتْ لُغةُ القَرِيضِ فَلـمْ يَعُـدْ![](clear.gif) |
لِي رَغبَةٌ فِي مَـدِّ بَحـرِ الوافِـرِ |
حتى وإنْ جادت عليّ قريحتي![](clear.gif) |
أنهيتُ كلُّ مراسمي ودفاتري |
قد كنت أكتب في الظلام حكايتي![](clear.gif) |
والفجرُ يمسحُ تمتمات السّاهرِ |
قَبلَ الشُّروقِ رَأَيتهُ قَطـرَ النَّـدَى![](clear.gif) |
وبَرِيقُ عَيـنٍ كالشُّعَـاعِ الكاسِـرِ |
هَلْ أرتوي مِنْ دِفءِ رائعةِ الهوى![](clear.gif) |
والبردُ يَذهبُ عَن جَبِيـنِ السَّامِـرِ |
أَمْ أَنَّهُ خوفُ اللّقَـاء يُحِيـطُ بِـي![](clear.gif) |
وَغمامـةٌ تُضفِـي عَلـيَّ بَسَاتِـرِ |
فُتحِيطُنِـي حـذرَاً وَلمَّـا تختفِـي![](clear.gif) |
شيئـاً فشيئـاَ كالسّـرابِ السَّائِـرِ |
لحِقَ الفـؤادُ خيالهـا فاستنفـرتْ![](clear.gif) |
منّـي الخطى واستعجلتْ بالصّابـرِ |
هلْ تُدْرِكُونَ بَنـي أَبـي وأحِبَّتِـي![](clear.gif) |
شَوْقي إلى ذاكَ الزَّمـانِ الغَابـرِ |
هـلْ تَذْكـرُونَ مَقِيلنـا ومَبِيتـنَـا![](clear.gif) |
ومَراحل العُمرِ السِّريـع الطَّائـرِ |
وأَرى كأنِّي الآن ألعبُ بالحصَـى![](clear.gif) |
والطيرُ تسْرحُ في الفضاء النَّاشـرِ |
ولَنَا علـى بعـض التِّـلالِ تَكِيَّـةٌ![](clear.gif) |
وجِدارُ طيـنٍ مـن بنـاءِ العَابـرِ |
وشَرِيـطُ أَحـلامٍ يُبَيِّـنُ للرؤى![](clear.gif) |
صُوَراً تُبـثُّ بكـلِّ طَيـفٍ باهـرِِ |
غطّى الظلامُ جمالَها بعباءةٍ![](clear.gif) |
فارتدَّ عنها كلّ طرفٍ ماكرِ |
فتعذّرَ البدرُ البهيُّ بليلها![](clear.gif) |
والحسنُ يُحجبُ عن مرادِ الناظرِ |
وملامحٌ في مقلتيّ توقفتْ![](clear.gif) |
ومَسامِعٌ تُصْغِـي لِوبْـلِ الماطـرِ |
فزجرتُ نفسي إذ رأيتُ جموحَها![](clear.gif) |
تنوي معانقةَ الخيال الزائرِ |
آهٍ وهذا الوقتُ يَسـرِقُ فرحتـي![](clear.gif) |
ويُطارِدُ الذِّكـرى بِقلـبِ الذَّاكِـرِ |
يَا مَنْ قـرأتَ حِكايَتِـي وَفهِمتَهـا![](clear.gif) |
هلْ أنتَ منْ بعدِ القراءَةِ عـاذِري ؟ |