الأحبة الكرام
ـــــــــــــــــــــــ
وقبل أن أرد على حروفكم الحبيبة شعراً ومعارضة
سأبوح لكم بغايتي هنا من هذه المحاورة
ومن ثم أعود لما بدأناه
...
بدأ الأمر عندما تلاقيت بأخي الحبيب محمد الحريري في مكان ما على الشبكة عبر قصيدة من أجمل ما قرأت في حياتي
هي
لسان الأمنيات
وهي معلقة تستحق التثبيت على جدران القلب لما فيها من جزالة وقوة وجمال
ولا يحتاج الأمر لمزيد من الإفصاح
فكلكم يعرف شلالنا الحبيب
ويعي ما لشعره من سلطان
ولكن مما حز في نفسي
وأجج غضبي وقهري أن هناك من أفسد جمال لوحته تلك عندما اتهمه بالغموض في انتقائه للمفردات وبعدم وصول الفكرة على بساطتها
وإنني إذ أشير إلى فرادة ألفاظ الحريري ومعجمية كلماته
فإنني لا أبخسها حقها في القوة والجمال
وإن كنت لا أنكر على البعض أن يعاني أحياناً من ذلك
( وربما فعلت مثلهم مع بعض الألفاظ مما يضطرني للجوء إلى معنى البيت أو لبعض المعاجم لتفسيرها )
إلا أنني بذات الوقت لا أسمح لأحد أن ينال من شاعرنا الكبير بتهمة غير مستحقة كهذه
وإن كنت قد غضبت ممن أدلى بدلوه
وخاصمت الجميع
( بل وتركتهم من وقتها كرمى لأبي القاسم )
إلا أنني فوجئت برد أدبي من الحريري
طغى على جمال القصيدة
وعلى تهكم المغرضين
فهو حقاً أديب يعرف كيف يمتطي صهوة الحرف
فيقطع به مسافات لا يقوى غيره على شد الرحال إليها
فلم يقل لهم
كما قال أبو تمام ( ولم لا تفهون ما أقول ؟؟ )
بل قال بكل تواضع أنه يجدد الروح في هذه اللغة التي راح أبناؤها يدفنونها هرباً من جهلهم بها
ولهذا فهو كما أراه قاموساً من الجزالة يمشي على الأرض
وإنما دعوتي هنا للنزال
لهي بلسان ذلك المتهكم
...
وبخصوص الحوار :
فقد مكرت بالحريري في أبياتي السابقة
فقلت في أولها :
مديحاً لطرد الشبهة
وفي ثانيها :
بلغة مبهمة أن شعره من المكر بمكان بحيث لا ينال منه الآخرون
وفي ثالثها :
بأنه يخلط بين عدة محاور وأغراض فيشق على الفكر استيعاب غرضه
وفي رابعها :
أشرت إلى تشبيهي له بأبي تمام ( لم لا تفهمون ما أقول ؟؟ )
وفي خامسها :
أننا نكد في البحث عن معاني مفرداته
وفي سادسها :
شعور من لا يستوعب القصيدة في نهاية قراءته لها
وأجد أن أبا القاسم قد وقع في شباكي
كما وقع قبله الغامدي المسكين
في جنة الفردوس
ههه
ههه
وهذه شهادة ملموسة بأنني مكار مُجيد لما أفعله .. ههه
.............
وهكذا
فغرضي من هذا الموضوع
علاوة على تحقيق فائدة للجميع
بحوار الحريري
( لأن الحوار مفتوح للجميع )
هو
طرد مثل هذه التهمة عن شاعرنا الكبير
والإشادة بجزالة معانيه
وبأنه مدرسة شعرية فريدة في مثل هذا الزمن البائس
وبأن يتعرف القراء على أدوات شعره
فتصبح بسيطة مفهومة ودارجة عند مصافحتهم لبيانه
وآمل لموضوعي هذا النجاح
وتحقيق الفائدة
وإنه لكذلك بوجودكم الكريم
وتقبلوا فائق الاحترام
....
وبعد هذه التوطئة
اسمحوا لي بأن أحمي الوطيس
ولكم المحبة