في الذكرى الأربعين للنكسة .. و كم هي كثيرة النكسات .. وبمناسبة الحديث الدائم عن الشهامة والعزة التي اختفت .. و بمناسبة تسفير العاملات المصريات .. و بمناسبة عدد لا يحصى من المناسبات المؤلمة ... تحضرني حادثة مرت عبر التاريخ و لطالما قفزت فوق رؤوس العرب ـ المسلمون ـ ... عندما قتل الشاعر عمر ابن كلثوم والدة الشاعر عمرو ابن هند لانها قالت لوالدته فقط __ ناوليني الطبق _ فصرخت الأم رافضة هذا الإستخدام و مستنجدة بالولد بصرخة دوت في قلبه فحمل سيفه و رد اعتبار والدته .. إعتبرها إهانة بحقها ... و اليوم أراهم يقولون لنا ناولونا و أكثر .. ناولناهم .. حتى ناولنا بدون طلب .. وهبنا أراضينا .. و أموالنا ... و أعراضنا وووو .. و نفرح ونتعازم لخدمتهم و نهب لهم ما نهب .. و تركنا كل ما نملك للنهب مشاعا .. فقدنا و أفقدنا كل قيمة حتى قيمة بعضنا .. نحن اليوم لسنا أمة عربية ـ مسلمون ـ ...... نحن بقايا كرامة فحتى الكرامة اركعناها تحت اقدامهم !! _ هنيئا لنا بهذه القوة _
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي تتفشخر يوميا ببطولاتها وبشهدائها وتاريخها .. وهذه الفشخرة منا براء .. ... من اغتصاب فلسطين ... ...إلى اغتصاب الجولان ..إلى اغتصاب سيناء....إلى اغتصاب الجنوب ... إلى اغتصاب العراق ... إلى اغتصاب أحلامنا .. إلى اغتصاب أقلامنا ... أطفالنا .. أمهاتنا .... ماذا تبقى لنا ؟.... إغتصبوا _ وبادلناهم الإغتصاب بالإغتصاب لبعضنا _ كل ماطاب لنا و لهم .. مما هب ودب ..... أصلا لو تمعنا قليلا فلم يتبق منا سوى وهم كبير بحجم الدب .
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة المسفوكة العرض و الأرض و ... على مدى التاريخ _ تقريبا إلا من بعض هذا الأمل الوحيد بأنه كان حقيقة فعلا _
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة المحتاجة دائما لنداء .. و بحاجة دائما لإسعاف
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تحتاج دائما إلى دعوة لنجدة بعضها البعض
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة المحتاجة دائما لدعوة للشهامة و النخوة .. و دعوة الى الدين ودعوة للنظافة و دعوة للحب و دعوة للتآخي ودعوة للقراءة و دعوة للوفاء ودعوة لرضى الوالدين و دعوة لتقديم الخير و دعوة ووووووو ....
أليس غريبا أنه رغم كل هذه الدعوات ما من مستجيب ...
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي إذا صار و اجتمعت فاجتماعها لا يكون إلا على الشتم و السب و التحقير للآخر.. أو للحط من قيمة بعضها البعض
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي وصلها معنى الثقافة و استخدمت التكنولوجيا فقط لاختيار المواضيع التي تعطيها الحق باستباحة الاخرين و التعدي على هالاتهم .. و تقييد حرية الآخرين .. الأمة الوحيدة التي لم تكتف بقيود الأرض فقيدت الاثير ...
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تؤنب بعضها البعض على مدار الساعة _ و الكل أطلقوا مؤخراتهم عارية للهواء و أخفوا رؤوسهم في الطين _
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي إذا سألت فيها أحدا حتى عن إسمه يقسم بالله قبل الرد .. ثم تكذب على مدار ال 24 ساعة .. هذا ينتظر الآخر ليطعنه و هذا يغمز على هذا و الكل مستنفر للقنص ..
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي يتمنطق فيها الصغير قبل الكبير بالأخلاق و الدين و هو أول الخداعين .. و النكارين .. و السارقين و المرتشين و النمامين والمنافقين وووو
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي يخاف فيها حتى الأخ من أخيه و لا يهب فيها الأخ لأخيه الثقة و لا الأمان لا على مال ولا على عرض ووووو
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تتعامل بأنانية .. ولا يرى فينا الواحد إلا نفسه _ أنا بخير يبقى كله بخير _
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي تتعامل بالشك و النوايا السيئة
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تدرس الدين والأخلاق على مدار الساعة فنرى الرجل حريص على أمه و أخته يغلق عليهم بالدرباس و يستبيح بنفس الوقت عرض صديقته و أخت صديقه و أبنة الجيران !!!
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تتعامل بأسلوب التكفير و تستسهل التكفير _ تكفير هذا لذاك _
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي ليس فيها للقلم قيمة لأنها أعطت كل القيمة للسيف و الخنجر _ وياريتها وجهت هذه الآلات الحادة توجيها أفضلا على الأقل .. و إلى اتجاهها الصحيح لأنها لم تطعن مع الاسف الا نفسها و بعضها البعض _
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي تتخاطب بالأخوة _ أخي و اختي _ و هي أبعد أمة عن هذه العلاقة السامية , و الغريب أننا ندخل الى مجتمعات ينادي فيها الزوج لزوجته بأختي على العلن .. هل هذا احترام أم بعض من خجل ؟ حقيقة لا أدري ...
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي قررت الانغلاق .. فصار خطاب الرجل للرجل و المرأة للمرأة و كأنه مجتمع شواذ .. حللت بث الشتم و السب , و حرمت بث المحبة على العلن
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي مازالت تبحث في تاريخها و دينها و تتناقض على مدار الساعة ...
أليس غريبا أننا الأمة الوحيدة التي لم تستطع حتى الآن توحيد لا كلمتها ولا تفاسيرها ولا كتبها ولا معاجمها ولا ولاولاولاولاولاولاو
أليس غريبا أننا الامة الوحيدة التي تتمنطق بالدين و الأخلاق و فيها هذا الكم الهائل من الإغتصابات و الفقراء ...
و ما خفي كان أعظم
فهل نستحق لقب أمة حقا
اسئلة كثير تحتاج لإجابات ....
و بعد هذا يتهمونني بالسوداوية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
محبتي