|
قَبَسٌ يَسْتـَشْـعِـلُ رمــاداً |
... |
جبينـيَ مرفـوعٌ ووجهـيَ دامِ |
ورأسُكَ مقطـوعٌ بظِـلِّ حُسـامِ |
وبطشيَ مرهوبٌ وإنِّـيَ موثـقٌ |
وملككَ مغصـوبٌ بغيـر صِـدامِ |
ودربيَ مرسومٌ على سَننِ الهُدى |
وأنفـكَ مخطـومٌ بألـف خطـام |
وأكرَمَنـي ربـي بديـنِ محمـدٍ |
وقلبِ أبي شِبْلٍ ونَفْـسِ عِصـام |
فلو صاحَ بيْ حتفٌ ورائيَ: فُتَّني! |
لَقَابَلْتُـهُ حتـى يكـون أمامـي |
وأنـتَ فمخلـوقٌ بِهِمَّـةِ نعجـةٍ |
وجثـةِ إنسـيٍّ وقلـبِ نـعـام |
جهلتَ طِباعَ الشُّوسِ إنْ يُتَوعَّدُوا |
فجئتَ تَوَعَّدني بعمـكَ سـامِ! |
أليسَ أَتَى بغـدادَ ينفـثُ سُمَّـه |
فَداوَيْتُـه مـن سمِّـهِ بِسِمـامِ؟! |
ودونكَ مَنْ باعوا اليهودَ ديارهمْ |
لقبضِ "شياكيـلٍ" وقَضْـمِ طعـام |
فعاشوا على لَوْمٍ وماتـوا أذلـةً |
وأُرمِسَ "عزُّ الدينِ" غيـر مُـلام |
فليتك أدمنـتَ المهانـةَ ثُـمَّ لَـمْ |
تلُمْني على عَيشي حيـاة كـرام |
وما رجُلٌ يَسْنـى بغيـرِ كرامـةٍ |
ولا جمـلٌ يحيـا بغيـر سنـام |
سأرفعُ سوطَ العَذلِ عنـكَ فإنَّـهُ |
يمُـر علـى مُستسلـمٍ بسـلام |
إذا المرءُ لَم يأنفْ مِن اللطم خدُّه |
فليـس بِمَكْـوِيٍّ بِحَـرِّ كلامـي |
وأمضي إلى المُحْيِي لأطلبَ وَصْلَهُ |
بتقطيع أوصالي وهَشْمِ عظامـي |
وإنْ شغَفَتْ غيري محاسِنُ عَيْشِهِ |
فقلبيَ مشغـوفٌ بحُسْـنِ ختامـي |