|
أفَـلَ الهُضَيْبِـي والأنيـنُ تردَّدَا |
والكـونُ منْ صمتِ الظلامِ تأبَّدَا |
والدمـعُ في مُقَلِ الأحـبةِ أنهـرٌ |
والبحـرُ أرغى للفـراقِ وأزبَـدَا |
أبتـاهُ قدْ أرخى الظلامُ سـدولَهُ |
والكونُ أصبحَ منْ فراقِكَ أربَـدَا |
أبتـاه كـيفَ أعيشُ بعدكَ إننـي |
مِنْ غيرِ حضنِكَ قدْ أعيشُ مُشَرَّدَا |
أرنو إلى وجهِ السـماءِ موَدِّعـاً |
نجماً تألَّقَ في الفضاءِ وأوقَـدَا |
ياأيُّهَـا النجمُ المُطِلُّ على الرُّبَـا |
يا مَـنْ أنارَ لنا الدروبَ وأرشدَا |
قدْ كـنتَ للأخـوانِ خـيرَ منارةٍ |
يا منْ بهِ هـذا الظـلامُ تبـدَّدَا |
إنِّي جَـرَعْتُ لِبُعْدِكمْ كأسَ النَّوَى |
ولقيتُ يومـاً مستطيـراً أنكَـدَا |
وكأنني والحـزنُ يعصرُ مهجتي |
شَبَـحٌ إلى فـكِّ المنيـةِ أُوِردَا |
ياسـيِّدَ الإخـوانِ ياعَلَـمَ التُّقَى |
ياأيُّهَـا المأْمُـونُ ياعََلمَ الهُدَى |
يامـنْ لهُ قلـبٌ يفيضُ محـبةً |
وحنانُهُ يسقي القلوبَ على المَدَى |
كمْ سرْتَ في رَكْبِ الدُّعَاةِ مُبَشِّراً |
بلْ كنْتَ ياأبتي الحكيمَ المُرْشِـدَا |
قدْ كـنتَ للإخـوانِ خيرَ مُعَلِّـمٍ |
بلْ كـنْتَ في ركْبِ الأُبَاةِ السَّيِّدَا |
ياذا الذي تَسمو النفـوسَ بذكرِهِ |
وبحُـبِّـهِ هـذا النـداءُ تـردَّدَا |
علَّمْتَنَـا أنَّ الحـيـاةَ عـقيـدةٌ |
مِنْ أجلِهَا بالروحِ قدْ طابَ الفِدَا |
علَّمْتَنَـا أنَّ الحيـاةَ رخـيصـةٌ |
ولأجلِ دينِ اللـهِ ماأحلى الرَّدَى |
اللـهُ غايتُنـَا ونـورُ محـمـدٍ |
يهدي السُّرَاةَ السائرينَ السؤْدَدَا |
نَسْقِي عِطاشَ الروحِ مِنْ قرآننا |
وسُلاسِـلُ القرآنِ أعذبُ مورداَ |
نبني بعزِّ الـدينِ صرْحاً شامخاً |
ونعزُّ مِنْ طولِ السجودِ المَسْجِدَا |
سيظلُّ صـوتُ الخالدينَ مدويـاً |
يهدي إلى الدنيا تباشـيرَ الهُدَى |
وتـرددُ الآفـاقُ صـدْحَ مـآذنٍ |
ولتصحوَ الدنيا على رَجْعِ الصَّدَى |
ونعـزُّ بالتكـبيرِ دينَ محـمـدٍ |
ونذلُّ بالبتـارِ أعـنـاقَ العِـدَا |
ونحـررُ الأقصى الأسيرَ بعزمةٍ |
"وسنجعلُ اليرموكَ تأتينَـا غدَا" |
ياخـيبرَ الكـفَّارِ هـذا زحفُنـَا |
بكـتائبِ الإخـوانِ منتفضاً بدَا |
سنسـيرُ يامأمـونُ خلفك إننَـا |
رغمَ المصاعبِ ما خفرْنَا الموعِدَا |
مامـاتَ نجْمٌ أو توارى كـوكبٌ |
إلاَّ شهِدْنَـا بعـدَ لأيٍ مـولـدَا |
فالشـمسُ تأفلُ أو يُكَوَّرُ نورُهـا |
لكـنَّ دينَ اللـهِ لالـنْ يهمـدَا |
لو أغمدتْ كَـفُّ المنيةِ صارماً |
ماكـانَ لولا كفُّهَـا أنْ يُغْمَـدَا |
لرأيتَ منْ بينِ الجموعِ صوارماً |
ورأيتَ سيفـاً للجهـادِ مُجَـرَّدَا |
لالـنْ نحيدَ عَنِ السبيلِ وربِّنَـا |
لا لنْ نضيعَ غراسَكمْ فينا سُدَى |
ستظـلُ رايـاتُ الهُدَى خَفَّـاقةً |
يلتفُّ تحتَ ظِـلالِهِنَّ مَنِ اهْتدَى |
سنظلُ روحـاً في شرايينِ الورى |
تسري كما الأنسامِ أو طلِّ الندى |
سترى زهورَ الأرض كيفَ تألقتْ |
والطيـرَ فوقَ غصونهِنَّ مُغَرِّدَا |
وبلابـلُ الشعـراءِ تصدحُ بالرُّبَا |
تشدو لنصـرِ اللـهِ حينَ تجدَّدَا |
لحنـاً تطيبُ بهِ النفوسُ وتنتشي |
لحنـاً يلـذُّ لمـنْ ترَنَّمَ أو شَدَا |
أبتـاهُ هل أبكي عليك وقـدْ رأت |
عيناي أنَّكَ في النعـيمِ مخلَّـدَا |
وأراكَ تمرحُ فـي جـوارِ أحـبةٍ |
في جنةِ الفـردوسِ تلقَى أحمدَا |
يلقـاكَ بالأحضـانِ في أفنانِهـا |
ويقولُ مرحى قدْ رشدتَ محمَّـدَا |