تمر الأيام والأحلام تكبر، ومع كل يوم يمر ، تكبر مع الأحلام الآلام ،ربما لأنهما صديقين متناقضين، وربما كان تناقضها هو تناقض التنوع والتغاير لا تناقض العداء والتضاد.
تتنوع الرؤى ويتنوع الألم، وتزداد حدة الألم وشدته كلما كبر الحلم وعظم الهم ، وكأن بينهما علاقة اضطراد.
أقول : ما أجمل الألم مع الحلم ، وقد يسأل سائل هل في الألم جمال؟
نعم إن في الألم جمال لا يدركه إلا من واقعه حقيقةً في حياته، لا يكفي أن نكون أصدقاء أو حتى من أهل المتألم لنشعر بشعوره، لأن الجرح لا يؤذي إلا من به الألم، لذلك أقول أن جمال الألم أن نحمله معاً ، ونداويه معاً.
جمال الألم أن تشعر أنك المجروح إن رأيت عزيزاً لك قد جرح ، والجرح هنا ليس الجرح المادي فما أسرع برئه ، لكنه الجرح المعنوي .
الجرح المعنوي الذي يضفي الألم والتعاسة أحياناً على قلب المجروح، الجرح الذي يجعل العين في سهاد، ويمنع النفس من الرقاد.
وصدقوني مع ذلك ، إن مع كل جرح ألماً ، وإن مع كل ألم جمالاً ، فأبحثوا عن جمال الألم يخفف عنكم ألم الجرح.